google.com, pub-7749502846098785, DIRECT, f08c47fec0942fa0
مكونات البيئة ومواردها -->
النجباء النجباء
random
جاري التحميل ...
random

مكونات البيئة ومواردها






مكونات البيئة ومواردها




المقدمة :


بسم الله الرحمن الرحيم :
لا شك أن الإنسان الإيجابي هو الذي يتفاعل مع البيئة بشكل كبير لتحقيق طموحاته وإشباع احتياجاته, أما الإنسان السلبي فهو إنسان محدود القدرات والمهارات ودوره محدود بالمقارنة بالإنسان الايجابي ويقع بين هذين الطرفين مجموعات بشرية مختلفة في المهارات والقدرات وفي التأثير على البيئة .
فالبيئة الصعبة تحتاج إلى مجهود كبير من جانب الإنسان للتكيف معها, بينما الطرف الآخر المتمثل في البيئة السهلة فهي تستجيب لأقل مجهود. ويقع بين طرفي هاتين البيئتين بيئات أخرى متفاوتة من حيث درجة الصعوبة فكلما اتجهنا ناحية اليمين يتعاظم دور البيئة وكلما اتجهنا شمالاً يقل .
هكذا .. هي البيئة ، وهكذا الإنسان ، طرفان يدخلان معادلة واحدة ، يرتبطان ويؤثر كلا منهما على الآخر ، ومن هنا كانت أهمية دراسة البيئة .
في هذا البحث المتواضع ، نتعرف على مفهوم البيئة وتعريفها ، ثم نتعرف على مكونات النظام البيئي ، والموارد البيئية ، وعلاقة الإنسان بالبيئة ، ثم نهدي المبحث الأخير لروح الأب القائد المغفور له مؤسس الدولة .





البيئة ومفهومها وعلاقتها بالإنسان
مفهوم البيئة :
 البيئة لفظة شائعة الاستخدام يرتبط مدلولها بنمط العلاقة بينها وبين مستخدمها فنقول:- البيئة الزرعية، والبيئة الصناعية، والبيئة الصحية، والبيئة الاجتماعية والبيئة الثقافية، والسياسية.... ويعنى ذلك علاقة النشاطات البشرية المتعلقة بهذه المجالات...[1]
وقد ترجمت كلمة Ecology إلى اللغة العربية بعبارة "علم البيئة" التي وضعها العالم الألماني ارنست هيجل Ernest Haeckel عام 1866م بعد دمج كلمتين يونانيتين هما Oikes ومعناها مسكن، و Logos ومعناها علم وعرفها بأنها "العلم الذي يدرس علاقة الكائنات الحية بالوسط الذي تعيش فيه ويهتم هذا العلم بالكائنات الحية وتغذيتها، وطرق معيشتها وتواجدها في مجتمعات أو تجمعات سكنية أو شعوب، كما يتضمن أيضاَ دراسة العوامل غير الحية مثل خصائص المناخ (الحرارة، الرطوبة، الإشعاعات، غازات المياه والهواء) والخصائص الفيزيائية والكيميائية للأرض والماء والهواء.
ويتفق العلماء في الوقت الحاضر على أن مفهوم البيئة يشمل جميع الظروف والعوامل الخارجية التي تعيش فيها الكائنات الحية وتؤثر في العمليات التي تقوم بها. فالبيئة بالنسبة للإنسان- "الإطار الذي يعيش فيه والذي يحتوي على التربة والماء والهواء وما يتضمنه كل عنصر من هذه العناصر الثلاثة من مكونات جمادية، وكائنات تنبض بالحياة. وما يسود هذا الإطار من مظاهر شتى من طقس ومناخ ورياح وأمطار وجاذبية و مغناطيسية..الخ ومن علاقات متبادلة بين هذه العناصر.
فالحديث عن مفهوم البيئة إذن هو الحديث عن مكوناتها الطبيعية وعن الظروف والعوامل التي تعيش فيها الكائنات الحية.
والبيئة أبضا  بمفهومها العام هي الوسط أو المجال المكاني الذي يعيش فيه الإنسان يتأثر به ويؤثر فيه.  هذا المجال قد يتسع ليشمل منطقة كبيرة جدا وقد تضيق دائرته ليشمل منطقة صغيرة جداٌ لا تتعدى رقعة البيت الذي يسكن فيه [2].
وعليه فإن كلمة بيئة تعني كل العناصر الطبيعية والحياتية التي تتواجد حول وعلى سطح  وداخل الكرة الأرضية. فالغلاف الغازي ومكوناته المختلفة، والمصادر الطبيعية، والطاقة ومصادرها، والغلاف المائي وما بداخله، وسطح الأرض وما يعيش عليها من نباتات وحيوانات، والإنسان في تجمعاته المختلفة كل هذه العناصر هي مكونات البيئة.
أما علم البيئة فيعرف بأنه العلم الذي يُعنى بدراسة مجموع العلاقات والتفاعلات الموجودة بين جميع عناصر البيئة،  أي تلك العلاقة الموجودة بين الإنسان وأخيه الإنسان، وبين غيره من الكائنات الحية الأخرى سواء كانت حيوانية أو نباتية،  وتشمل كذلك مجمل العلاقات بين جميع الكائنات الحية نباتية أو حيوانية مع عناصر غير حية كالتربة والماء والهواء والصخور، وكذلك العلاقات بين العناصر غير الحية. [3]
تعريف البيئة "Environment":
"هو إجمالي الأشياء التي تحيط بنا وتؤثر علي وجود الكائنات الحية علي سطح الأرض متضمنة الماء والهواء والتربة والمعادن والمناخ والكائنات أنفسهم، كما يمكن وصفها بأنها مجموعة من الأنظمة المتشابكة مع بعضها البعض لدرجة التعقيد والتي تؤثر وتحدد بقائنا في هذا العالم الصغير والتى نتعامل معها بشكل دوري". [4]

وقد قسم بعض الباحثين البيئة إلى قسمين رئيسين هما:-
1.       البيئة الطبيعية:- وهي عبارة عن المظاهر التي لا دخل للإنسان في وجودها أو استخدامها ومن مظاهرها: الصحراء، البحار، المناخ، التضاريس، والماء السطحي، والجوفي والحياة النباتية والحيوانية. والبيئة الطبيعية ذات تأثير مباشر أو غير مباشر في حياة أية جماعة حية Population من نبات أو حيوان أو إنسان.
2.       البيئة المشيدة:- وتتكون من البنية الأساسية المادية التي شيدها الإنسان ومن النظم الاجتماعية والمؤسسات التي أقامها، ومن ثم يمكن النظر إلى البيئة المشيدة من خلال الطريقة التي نظمت بها المجتمعات حياتها، والتي غيرت البيئة الطبيعية لخدمة الحاجات البشرية، وتشمل البيئة المشيدة استعمالات الأراضي للزراعة والمناطق السكنية والتنقيب فيها عن الثروات الطبيعية وكذلك المناطق الصناعية وكذلك المناطق الصناعية والمراكز التجارية والمدارس والعاهد والطرق...الخ.
   والبيئة بشقيها الطبيعي والمشيد هي كل متكامل يشمل إطارها الكرة الأرضية، أو لنقل كوكب الحياة، وما يؤثر فيها من مكونات الكون الأخرى ومحتويات هذا الإطار ليست جامدة بل أنها دائمة التفاعل مؤثرة ومتأثرة والإنسان نفسه واحد من مكونات البيئة يتفاعل مع مكوناتها بما في ذلك أقرانه من البشر، وقد ورد هذا الفهم الشامل على لسان السيد يوثانت الأمين العام للأمم المتحدة حيث قال "أننا شئنا أم أبينا نسافر سوية على ظهر كوكب مشترك.. وليس لنا بديل معقول سوى أن نعمل جميعاً لنجعل منه بيئة نستطيع نحن وأطفالنا أن نعيش فيها حياة كاملة آمنة". و هذا يتطلب من الإنسان وهو العاقل الوحيد بين صور الحياة أن يتعامل مع البيئة بالرفق والحنان، يستثمرها دون إتلاف أو تدمير... ولعل فهم الطبيعة مكونات البيئة والعلاقات المتبادلة فيما بينها يمكن الإنسان أن يوجد ويطور موقعاً أفضل لحياته وحياة أجياله من بعده.
عناصر البيئة:-
يمكن تقسيم البيئة، وفق توصيات مؤتمر ستوكهولم، إلى ثلاثة عناصر هي:-
1.       البيئة الطبيعية:- وتتكون من أربعة نظم مترابطة وثيقاً هي: الغلاف الجوي، الغلاف المائي، اليابسة، المحيط الجوي، بما تشمله هذه الأنظمة من ماء وهواء وتربة ومعادن، ومصادر للطاقة بالإضافة إلى النباتات والحيوانات، وهذه جميعها تمثل الموارد التي اتاحها الله سبحانه وتعالى للإنسان كي يحصل منها على مقومات حياته من غذاء وكساء ودواء ومأوى.
2.       البيئة البيولوجية:- وتشمل الإنسان "الفرد" وأسرته ومجتمعه، وكذلك الكائنات الحية في المحيط الحيوي وتعد البيئة البيولوجية جزءاً من البيئة الطبيعية.
3.       البيئة الاجتماعية:- ويقصد بالبيئة الاجتماعية ذلك الإطار من العلاقات الذي يحدد ماهية علاقة حياة الإنسان مع غيره، ذلك الإطار من العلاقات الذي هو الأساس في تنظيم أي جماعة من الجماعات سواء بين أفرادها بعضهم ببعض في بيئة ما، أو بين جماعات متباينة أو متشابهة معاً وحضارة في بيئات متباعدة، وتؤلف أنماط تلك العلاقات ما يعرف بالنظم الاجتماعية، واستحدث الإنسان خلال رحلة حياته الطويلة بيئة حضارية لكي تساعده في حياته فعمّر الأرض واخترق الأجواء لغزو الفضاء.
 وعناصر البيئة الحضارية للإنسان تتحدد في جانبين رئيسيين هما أولاً:- الجانب المادي:- كل ما استطاع الإنسان أن يصنعه كالمسكن والملبس ووسائل النقل والأدوات والأجهزة التي يستخدمها في حياته اليومية، ثانياً الجانب الغير مادي:- فيشمل عقائد الإنسان و عاداته وتقاليده وأفكاره وثقافته وكل ما تنطوي عليه نفس الإنسان من قيم وآداب وعلوم تلقائية كانت أم مكتسبة.
وإذا كانت البيئة هي الإطار الذي يعيش فيه الإنسان ويحصل منه على مقومات حياته من غذاء وكساء ويمارس فيه علاقاته مع أقرانه من بني البشر، فإن أول ما يجب على الإنسان تحقيقه حفاظاً على هذه الحياة أ، يفهم البيئة فهماً صحيحاً بكل عناصرها ومقوماتها وتفاعلاتها المتبادلة، ثم أن يقوم بعمل جماعي جاد لحمايتها وتحسينها و أن يسعى للحصول على رزقه وأن يمارس علاقاته دون إتلاف أو إفساد.
 البيئة والنظام البيئي
يطلق العلماء لفظ البيئة على مجموع الظروف والعوامل الخارجية التي تعيش فيها الكائنات الحية وتؤثر في العمليات الحيوية التي تقوم بها، ويقصد بالنظام البيئي أية مساحة من الطبيعة وما تحويه من كائنات حية ومواد حية في تفاعلها مع بعضها البعض ومع الظروف البيئية وما تولده من تبادل بين الأجزاء الحية وغير الحية، ومن أمثلة النظم البيئية الغابة والنهر والبحيرة والبحر، وواضح من هذا التعريف أنه يأخذ في الاعتبار كل الكائنات الحية التي يتكون منها المجتمع البيئي ( البدائيات، والطلائعيات والتوالي النباتية والحيوانية) وكذلك كل عناصر البيئة غير الحية (تركيب التربة، الرياح، طول النهار، الرطوبة، التلوث...الخ) ويأخذ الإنسان – كأحد كائنات النظام البيئي – مكانة خاصة نظراً لتطوره الفكري والنفسي، فهو المسيطر- إلى حد ملموس – على النظام البيئي وعلى حسن تصرفه تتوقف المحافظة على النظام البيئي وعدم استنزافه.
 خصائص النظام البيئي:- ويتكون كل نظام بيئي مما يأتي:-
1.                كائنات غير حية:- وهي المواد الأساسية غير العضوية والعضوية في البيئة.
2.                كائنات حية:- وتنقسم إلى قسمين رئيسين:-
أ‌.        كائنات حية ذاتية التغذية: وهي الكائنات الحية التي تستطيع بناء غذائها بنفسها من مواد غير عضوية بسيطة بوساطة عمليات البناء الضوئي، (النباتات الخضر)، وتعتبر هذه الكائنات المصدر الأساسي والرئيسي لجميع أنواع الكائنات الحية الأخرى بمختلف أنواعها كما تقوم هذه الكائنات باستهلاك كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون خلال عملية التركيب الضوئي وتقوم بإخراج الأكسجين في الهواء.
ب‌.     كائنات حية غير ذاتية التغذية:- وهي الكائنات الحية التي لا تستطيع تكوين غذائها بنفسها وتضم الكائنات المستهلكة والكائنات المحللة، فآكلات الحشائش مثل الحشرات التي تتغذى على الأعشاب كائنات مستهلكة تعتمد على ما صنعه النبات وتحوله في أجسامها إلى مواد مختلفة تبني بها أنسجتها وأجسامها، وتسمى مثل هذه الكائنات المستهلك الأول لأنها تعتم مباشرة على النبات، والحيوانات التي تتغذى على هذه الحشرات كائنات مستهلكة أيضاً ولكنها تسمى "المستهلك الثاني" لأنها تعتمد على المواد الغذائية المكونة لأجسام الحشرات والتي نشأت بدورها من أصل نباتي، أما الكائنات المحللة فهي تعتمد في التغذية غير الذاتية على تفكك بقايا الكائنات النباتية والحيوانية وتحولها إلى مركبات بسيطة تستفيد منها النباتات ومن أمثلتها البكتيريا الفطريات وبعض الكائنات المترممة.




  مكونات النظام البيئي
  العلاقة بين مكونات البيئة
هناك علاقة وثيقة بين العناصر الطبيعية والحياتية الموجودة حول وداخل سطح الكرة الأرضية ومكوناتها المختلفة، تبرز من خلال علاقات وإرتباطات وظيفية معقدة ترتبط جميعها بما يسمى بالنظام البيئي.  فالنظام البيئي يعرف على أنه التفاعل المنظم والمستمر بين عناصر البيئة الحية وغير الحية، وما يولده هذا التفاعل من توازن بين عناصر البيئة.  أما التوازن البيئي فمعناه قدرة البيئة الطبيعية على إعالة الحياة على سطح الأرض دون مشكلات أو مخاطر تمس الحياة البشرية.
ولعل التوازن البيئي على سطح الكرة الأرضية ما هو إلا جزء من التوازن الدقيق في نظام الكون، وهذا يعني أن عناصر أو معطيات البيئة تحافظ على وجودها ونسبها المحددة كما أوجدها الله.  ولكن الإنسان بلغ في تأثيره على بيئته مراحل تنذر بالخطر، إذ تجاوز في بعض الأحوال قدرة النظم البيئية الطبيعية على إحتمال هذه التغيرات، وإحداث إختلالات بيئية تكاد تهدد حياة الإنسان وبقائه على سطح الأرض.  ولكن وقبل الخوض في هذه الاختلالات فلا بد من التحدث عن مكونات النظام البيئي.
يتكون النظام البيئي من العناصر التالية:
1.  العناصر غير الحية كالماء والهواء والتربة والمعادن.
 2.  العناصر الحية المنتجة كالكائنات الحية النباتية والتي تصنع غذائها بنفسها من عناصر غير حية.
  3.  العناصر الحية المستهلكة كالحيوانات العشبية واللاحمة والإنسان.
3.  المحللات (Decomposers)  وهي التي تقوم بتحليل المواد العضوية الى مواد يسهل امتصاصها وتتضمن البكتيريا والفطريات.

أما مكونات الغلاف الحيوي للبيئة فتقسم الى قسمين:
1- العناصر غير الحية للبيئة: وهي مكونة من ثلاثة أغلفة:
أ ) الغلاف المائي:  حيث تشكل المياه النسبة العظمى من هذا الغلاف، والتي توجد في المحيطات والبحار والبحيرات والأنهار والمياه الجوفية وعلى شكل جليد وتقدر بحوالي 1.5 بليون كم3 يشكل الماء المالح 95-97% منها، في حين أن الماء العذب يشكل 3-5% فقط.  ومع أن كمية المياه العذبة الموجودة محدودة فإن هناك تزايد مستمر في استهلاك المياه نتيجة للزيادة في عدد السكان والزيادة في الاستهلاك الزراعي والصناعي.
ب) الغلاف الجوي: ويشمل الغازات والأبخرة، ومن أهم الغازات الأكسجين، والنيتروجين، وثاني أكسيد الكربون.
ج) اليابسة: حيث تمثل الأجزاء الصلبة والتربة جزء من هذا الغلاف كذلك تشمل المعادن.
  2 - المكونات الحية للغلاف الحيوي للبيئة
وهي تشمل جميع الكائنات الحية التي تشترك في بعض الجوانب كالإحساس والحركة والنمو والتنفس.  ومن هذه المكونات الإنسان والكائنات الحية الأولية كالطحالب والبكتيريا والفطريات ثم النباتات والحيوانات بأنواعها المختلفة.
إختلال التوازن البيئي
إن التفاعل بين مكونات البيئة عملية مستمرة تؤدي  في النهاية الى إحتفاظ البيئة بتوازنها ما لم ينشأ إختلال نتيجة لتغير بعض الظروف الطبيعية كالحرارة والأمطار أو نتيجة لتغير الظروف الحيوية أو نتيجة لتدخل الإنسان المباشر في تغير ظروف البيئة.
فالتغير في الظروف الطبيعية يؤدي الى إختفاء بعض الكائنات الحية وظهور كائنات أخرى، مما يؤدي الى إختلال في التوازن والذي يأخذ فترة زمنية قد تطول أو تقصر حتى يحدث توازن جديد.  وأكبر دليل على ذلك هو إختفاء الزواحف الضخمة نتيجة لإختلاف الظروف الطبيعية للبيئة في العصور الوسطى مما أدى الى انقراضها فاختلت البيئة ثم عادت الى حالة التوازن في إطار الظروف الجديدة بعد ذلك.  كذلك فإن محاولات نقل كائنات حية من مكان الى آخر والقضاء على بعض الأحياء يؤدي الى إختلال في التوازن البيئي.
غير أن تدخل الإنسان المباشر في البيئة يعتبر السبب الرئيسي في إختلال التوازن البيئي، فتغير المعالم الطبيعية من تجفيف للبحيرات، وبناء السدود، وإقتلاع الغابات، وردم المستنقعات، واستخراج المعادن ومصادر الاحتراق، وفضلات الإنسان السائلة والصلبة والغازية، هذا بالإضافة الى إستخدام المبيدات والأسمدة كلها تؤدي الى إخلال بالتوازن البيئي، حيث أن هناك الكثير من الأوساط البيئية  تهددها أخطار جسيمة تنذر بتدمير الحياة بأشكالها المختلفة على سطح الأرض،  فالغلاف الغازي لا سيما في المدن والمناطق الصناعية تتعرض الى تلوث شديد، ونسمع بين فترة وأخرى عن تكون السحب السوداء والصفراء السامة والتي كانت السبب الرئيسي في موت العديد من الكائنات الحية وخصوصا الإنسان.
أضف الى ذلك ما يتعرض إليه الغلاف المائي من تلوث من خلال  استنزاف الثروات المعدنية والغذائية هذا بالإضافة الى إلقاء الفضلات الصناعية والمياه العادمة ودفن النفايات الخطرة.  أما اليابسة فحدث ولا حرج، فإلقاء النفايات والمياه العادمة وإقتلاع الغابات وتدمير الجبال وفتح الشوارع وازدياد أعداد وسائط النقل وغيرها الكثير أدى الى تدهور في خصوبة التربة وإنتشار الأمراض والأوبئة خصوصا المزمنة والتي تحدث بعد فترة زمنية من التعرض لها.
وبالرغم من تقدم الإنسان العلمي والتكنولوجي والذي كان من المفروض أن يستفيد منه لتحسين نوعية حياته والمحافظة على بيئته الطبيعية، فإنه أصبح ضحية لهذا التقدم التكنولوجي الذي أضر بالبيئة الطبيعية وجعلها في كثير من الأحيان غير ملائمة لحياته وذلك بسبب تجاهله للقوانين الطبيعية المنظمة للحياة.  وعليه فإن المحافظة على البيئة وسلامة النظم البيئية وتوازنها أصبح اليوم يشكل الشغل الشاغل للإنسان المعاصر من أجل المحافظة على سلامة الجنس البشري من الفناء.
 التوازن في الطبيعة
تخضع الطبيعة لقوانين وعلاقات معقدة تؤدي في نهايتها الى وجود إتزان بين جميع العناصر البيئية حيث تترابط هذه العناصر بعضها ببعض في تناسق دقيق يتيح لها أداء دورها بشكل وبصورة متكاملة.  فالتوازن معناه قدرة الطبيعة على إعالة الحياة على سطح الأرض دون مشكلات أو مخاطر تمس الحياة البشرية [5].  فالمواد التي تتكون منها النباتات،يتم امتصاصها من التربة،  ليأكلها الحيوان الذي يعيش عليه الإنسان.  وعندما تموت هذه الكائنات تتحلل وتعود الى التربة مرة أخرى.
فالعلاقة متكاملة بين جميع العناصر البيئية.  فأشعة الشمس والنبات والحيوان والإنسان وبعض مكونات الغلاف الغازي في إتزان مستمر.  ومن هنا لا بد من الحديث عن بعض الدورات لبعض المواد حيث تدخل وتسري في المكونات الحياتية والطبيعية ثم ما تلبث أن تعود الى شكلها الأصلي.  فالكربون والنيتروجين والفسفور والكبريت والحديد وغيرها من المواد والمعادن تسير في دورات مغلقة، وما يحدث هو أنها تتحول من شكل الى آخر حيث أن المادة لا تفنى ولا تستحدث وإنما تتحول من شكل الى آخر في سلسلة طويلة تغذي بها الحياة على سطح الأرض.  ومن الأمثلة على ذلك دورات الماء والكربون والنيتروجين والفسفور، والتي سوف يتم الحديث عنها بمزيد من التفصيل.
دورة الكربون
يشكل غاز ثاني أكسيد الكربون حوالي 0.03% من الغلاف الجوي، وبزيادة كميته عن هذه النسبة تحدث المشاكل البيئية والصحية.  وهذا الغاز يسير بدوره مغلقة، يستهلك في خلالها من عدد من الكائنات وفي بعض التفاعلات، ثم  ما يلبث أن يعود الى الغلاف الجوي.
فاحتراق الوقود والغابات، وعملية التنفس عند الإنسان من شهيق وزفير، وحرق البترول والفحم، وتحلل المواد العضوية كلها تطلق غاز ثاني أكسيد الكربون.  الذي ما يلبث أن يعود من خلال الأمطار الحمضية أو بامتصاصه من قبل المسطحات المائية.  حيث يتحد مع بخار الماء فيكون دقائق الجير التي تترسب في أعماق البحار والمحيطات.
أما النباتات المائية والأرضية، فهي تعتبر عنصر أساسي ورئيسي في دورة الكربون.  حيث تقوم هذه النباتات بامتصاص ثاني أكسيد الكربون من خلال عملية التمثيل الضوئي لبناء سلاسل الكربون والكاربوهيدرات التي تنقل الى الحيوانات المستهلكة ثم الإنسان بطريق مباشر أو غير مباشر.  عدى عن تلك الكميات التي تستخدم كمصدر للطاقة والتي تعيد الكربون الى الجو والتربة أما بالتنفس عند الإنسان والحيوان، أو نتيجة الاحتراق أو نتيجة لتحلل هذه المواد عند الموت، أو إلقاء فضلاتها، حيث تعمل المحللات في الطبيعة على إعادتها الى عناصرها الأولية، أو تعود الى الغلاف الغازي وهكذا تستمر الدورة . [6]
 كذلك فإن نسبة كبيرة من الكربون تتحول الى مواد مختزنة كالفحم والبترول، الذي يبقى مختزن في جوف الأرض، ثم ما يلبث أن يعود للاستخدام بعد أن يخرجه الإنسان.  هذا بالإضافة الى كمية الكربون التي تختزن على صورة أحجار كلسيه.

دورة الماء
يعتبر الماء عنصر هام للحياة على سطح الأرض، فالنبات والحيوان والإنسان يعتمدون عليه اعتمادا كبيرا للاستمرار في الحياة.  والماء أما أن يكون على صورة بخار في الهواء أو ماء سائل في الأنهار والبحيرات والبحار والمحيطات أو متجمد على هيئة جليد في القطبين.  وتقدر كمية الماء الموجودة في المحيطات بحوالي 97% من كمية الماء على سطح الأرض  ويتبخر منها حوالي 875 كم3 يوميا  ويعود 775 كم3 على هيئة أمطار أما الباقي فيبقى على صورة بخار متطاير في الهواء،  هذه بالإضافة الى 160 كم3 من الماء تتبخر يوميا من اليابسة نفسها والتي تستقبل  كم3 على هيئة أمطار.  وتتوزع هذه الكمية على اليابسة والأنهار والبحار والمحيطات، وتكون المياه الجوفية.
تستهلك النباتات والحيوانات والإنسان الماء الذي ما يلبث أن يعود أما على هيئة بخار كما هو الحال في عملية النتح والعرق والزفير وأبخرة المصانع، أو سائل كما في المياه العادمة المنزلية والصناعية.  وتعتمد كل هذه العمليات اعتمادا مباشرا على عناصر الطقس المختلفة من حرارة وضغط جوي ورياح وعمليات جريان الماء وتسربها الى التربة، أو وصولها الى الأنهار والبحار.  وتجدر الإشارة هنا الى أن المياه العذبة لا تزيد نسبتها على سطح الأرض عن 3% فقط من مجمل كمية الماء الموجودة وأن 98% من هذه المياه العذبة موجودة على صورة جليد في القطبين.  هذا وسيتم الحديث عن هذا الموضوع بمزيد من التفصيل في فصول لاحقة.  وبعبارة بسيطة يمكن وصف دورة المياه بالمعادلة التالية: [7]
تبخر  +  نتح  =  تكاثف
دورة النيتروجين
يشكل النيتروجين ما مجموعه 79% من حجم الغلاف الغازي، ويدخل في تكوين الكثير من المواد، ويعتبر أساسي في تكوين الحياة على سطح الأرض.  والنيتروجين لا يستخدم بصورة مباشرة من الغلاف الجوي كونه عنصرا خاملا، وإنما يجب أن يتم تحويله الى مركبات تستطيع بعدها النباتات والإنسان من استخدامه.  وهذه التحولات إما أن تكون ناتجة عن البرق أو النشاطات البركانية أو عن البكتيريا الموجودة في التربة والتي تقوم بتحويل النيتروجين الى نيترات ومن ثم تتحول الى أحماض أمينية وبروتينات. [8]
هذا وتعتبر فضلات الكائنات الحية وتحللها مصدرا مهما للنيتروجين، حيث تقوم البكتيريا بتحويلها الى نيتريت NO2 ثم الى نيترات NO3 ، وبعد ذلك إما يتم امتصاصها عن طريق الجذور أو تتحول الى غاز النيتروجين N2  الذي يعود الى الجو.
دورة الفسفور
يعتبر الفسفور واحد من العناصر المهمة في العمليات الحيوية في الكائنات الحية.  فهو عنصر مهم في تركيب  ATP     و  ADP بالإضافة الى كونه يدخل في تركيب العظام والأسنان.  وهو يوجد في الطبيعة على شكل فوسفات، وتلعب العوامل الجوية كالأمطار والرياح دورا مهما في إيصاله للأنهار والبحار، حيث تمتصه النباتات البحرية ومن ثم يصل الى الطيور التي تعتاش على هذه النباتات . [9]
ويوجد الفسفور بكمية كبيرة في فضلات الإنسان والحيوانات والتي تستخدم فيما بعد كسماد للمزروعات.  وحديثا ونتيجة لتقدم التكنولوجي أصبح الفسفور يدخل في تركيب مساحيق الغسيل مما أدى الى إرتفاع نسبته في المياه العادمة وبالتالي الى حدوث تلوث في الأنهار والبحار والمياه الجوفية مما دفع العلماء الى البحث عن طرق لإزالة مركبات الفسفور من المياه العادمة.
أما عن الكميات التي تصل الى البحار والمحيطات فهي في العادة تترسب في قاع البحر لتشكل مصدرا مختزنا من مصادر الفسفور.  ويدخل الفسفور أيضا في تركيب الأسمدة وبهذه الطريقة، بالإضافة الى تحلل النباتات والحيوانات الميتة،  يتم إيصاله للتربة ومن ثم الى النباتات.

  
الموارد البيئية :

تعرف الموارد على أنها الأشياء التي يسعى الإنسان للحصول عليها من أجل إشباع رغباته وهي أشياء مفيدة وأهم ما تتصف به هو احتوائها على عنصر المنفعة، فالماء والهواء وضوء الشمس والأرض والغابات والآلات كلها أشياء ذات فوائد عديدة ومن ثم فهي تعتبر موارد اقتصادية.
والإنسان في حد ذاته يمكن أن يكون موردا أو عائقا، فالتعليم والتدريب وتحسن المستوى الصحي والوعي البيئي والوضع الأنسب للسكن والفضائل الاجتماعية هي عبارة عن موارد ذات فائدة اقتصادية.  بينما يعتبر الجهل والجشع وقلة عدد السكان أو زيادتهم، والصراع الطبقي والحروب هي تحديات ليست في مصلحة الإنسان ومنفعته.
أما الموارد البيئية فهي تمثل المخزون الطبيعي الذي يقدم فوائد جمة للبشرية جمعاء ممثلة فيما وهبه الله لنا من هواء وشمس وصخور وتربة ونباتات طبيعية وحيوانات برية، أو بمعنى آخر كل من الغلاف الصخري، والغلاف المائي والغلاف الهوائي.
أما من حيث درجة استنزافها فهي تقسم الى ثلاثة أقسام:
 1. موارد دائمة: وهي التي لا يخشى عليها من خطر النفاذ وهي في عطاء مستمر ودائم كالشمس والهواء والماء.
 2. موارد متجددة: وهي التي تتجدد باستمرار من تلقاء نفسها وفي عطاء مستمر ولا يخشى عليها من النفاذ، إلا أنه يجب المحافظة عليها كالنباتات الطبيعية والحيوانات البرية والتربة.
 3. موارد غير متجددة: وهي ذات المخزون المحدود والتي تتعرض للنفاذ لأن ما يستغل ويستهلك منها لا يمكن تعويضه كالمعادن المختلفة ومصادر الطاقة كالفحم والبترول والغاز الطبيعي.

المادةُ والطاقةُ والبيئةُ - المادةُ والطاقةُ متلازمتانِ
          المادةُ والطاقةُ يمثلانِ المكوناتِ المحسوسةِ فى البيئةِ ، باعتبِار أن البيئةَ كلُّ ما يحيطُ بالانسانِ أو أىِّ كائنٍ حِّى آخرَ يتأثرُ بهِ ويؤثرُ فيهِ ، والمادةُ منَ المحسوساِت باعتبارهَا: كلَّ شىءٍ يَشغُل حيزاً فِى الفراغِ ويمكنُ وزنُهُ . [10]
والطاقةُ منْ المحسوساتِ ونحسُّ بهَا عن طريِق آثاِرهاَ علىَ المادةِ ، فالمادةُ تكونُ عادةً فى الحالِة الصلبةِ أو السائلِة أو الغازيةِ أو البخاريِة وعلىَ قدِر محتوَى الطاقِة فى جزئياتِ المادِة تتوقفُ الحالةُ الفيزيائيةُ الِتى هىَ عليهَا. فالجزئياتُ تحتوِى قدراً منْ الطاقِة يسمحُ لهَا بالحركِة المستمرةِ وهىَ الِتى تعرفُ بطاقَةِ الحركةِ الجزيئيةِ .
فاَذا كانت طاقة الحركة الجزيئية صغيرةً ظلت جزئيات المادةُ تهتزُّ فى مواضِعِهَا قريبةٍ منْ بعضَها البعضَ ويصبحُ الجسمُ " صلباً " متماسكاً لهُ شكلَ ثابتٍ ، وإذا اكتسبَ الجسمُ الصلبُ طاقةً اضافية بالتسخين ، فانَّ جزئياته تزدادُ حركُتهَا وتتباعدُ قليلاً عن بعضَها البعضَ وتنزلقُ علىَ بعضَها البعضَ ، ونقولُ أنِّ مادةَ الجسمُ تحولت منْ حالِة الصلابةِ الىَ حالةِ السيولة ، وفى هذهِ الحالُة يفقُد الجسمُ احتفاظَهُ بشكِلهِ حسبَ شكِل الاناِء الذِى يحتويهِ وهوَ سائلٌ
واذا اكتسب الجسمُ السائل قدراً آخرَ منَ الطاقِة بزيادةِ التسخيِن زادتْ حركةُ جزئياتِهِ وتباعدتْ عن بعضِهَا البعضَ منطلقة فى الفراِغ بين جزئياتِ الهواِء وتحولَ الجسمُ منْ حالِة السيولةِ الىَ الحالِة الغازيةِ او البخاريةِ ، وما يحدثُ بالتسخِين بحدثُ عكسهُ بالتبريدِ حيثُ يتكثفُ البخارُ الىَ سائلٍ ويتحولُ السائلُ الىَ مادةٍ صلبةٍ ، ويتطلبُ تحويلُ الجسمُ منْ سائلً الىَ غازً تخفيف الضغطِ الواقعِ عليهِ عادةً ، كمَا يتطلبُ تحويل الغاز الي سائلِ زيادة الضغطِ الواقع عليه .
أماَّ عندَ تحويِل السائِل الىَ بخارٍ فيكِفى التسخينُ فقطُ ، كماَ يكفِى التبريدُ فقطْ لتكثيفِ البخاِر وتحويلِهِ الىَ سائل. وهذاَ هوَ الفرقُ بين الغازِ والبخار ِ ، وفى جميعِ التغيراتِ الِتى تطرأُ علىَ حالةِ المادةُ ، وكذلكَ التمددُ بالحرارةِ والانكماشِ بالبرودةِ وغيرِ ذلكَ منْ التغيراتِ التى لا تؤثرُ فِى تركيبِ المادةِ وتزول بزوال المؤثرِّ الخارجىِّ ( كالحرارةِ مثلاً ) تسمَّى تغيراتٍ فزيائيةً .
أما التغيراتُ الِتى تتناولُ تركيبَ المادةُ وتحولهَاَ الىَ مادةٍ اخرَى ولا تعودُ الىَ حالتهَا الأولى بزوال المؤثر فتعتبرُ تغيراتٍ كيميائيةِ
وتلعبُ الطاقةُ أيضاً دوراً فى احداثِ التغيراتِ الكيميائيةِ المختلفة
ويتغذىَّ حيواُنُ مثلُ البقرةُ على النباتِ فينتقلُ اليهِ جزءٌ منْ الغذاِء الذِى كونهُ النباتُ فيهضمَهُ وينمَو جسمُهُ ويمارسُ انشطتَهُ المختلفةَ ويتكاثرُ مستفيداً ممَّا حصلَ عليهِ منْ مادةٍ وطاقةٍ فى الغذاءِ النباتىِّ . ويأت حيوان مفترس كالفهد ويفترس بقرة فتنتقلُ اليهِ الموادُّ ومحتواهَا منْ الطاقةِ التى كونتهْاَ البقرةُ منْ النباتِ وهكذَا

المواردُ الطبيعيةُ المتجددةُ وغيرُ المتجددةِِ

          لقدْ أدىََّ التطورُ التكنولُوجِى السريعُ الىَ استنزافِ المواردِ الطبيعيةِ بدرجةٍ لمْ يسبقْ لهاَ مثيلٌٌ ، واذاَ كانتْ المواردُ الطبيعيةُ متوفرةً بكمياتٍ كبيرةٍ والطلبُ عليهاَ قليلاً ، فإنهاَ تعتبرُ مواردَ مطلقةً لا قيدَ علىَ استعمالهَا ومن أمثلةِِ هذهِ المواردِ الِتِى لا قيدََ علىَ استعمالِهَا : الطاقةُ الشمسيةُ والأرضُ غير التربةِ الزراعيةِ والهواءُ .
واذا أصبح الموردَ الطبيعىُّ مستنزفاً أو مازالَ متواجداً بصورةٍ نادرةٍ فيرتفعُ ثمنُهُ كسلعةِ تُباعُ وتشترَىَ مثلَ الذهبِ والماسِ واللؤلؤِ وغيرهاَ منْ الأحجارِ الكريمةِ
أما التربةُ الزراعيةُ والقابلةُ للاستصلاحِ الزراعِىَّ فإنَّ الطلبَ عليهاَ يتزايدُ معَ التزايدِ السكانِىََّ وتزايدَ الطلبُ علىَ الطعامِ والخشبِ والمنتجاتِ النباتيةِ والحيوانيةِ .. وهكذا تصبح التربةُ شيئاً محدوداً مطلوباً المحافظةُ عليهَا
حتى الجبالِ بصخورِها ومعادِنِها ومساقِطِ المياهِ والأنهارِ والبحارِ والغاباتِ والمراعىِ والهواءِ النقىََّ والحياةِ البريةِ الِتى كانتْ تعتبر من الموادّ المطلقةِ حرةِ التداولِ ، أصبحتْ اليومَ معَ تدخلِ الانسانِ باستنزافِهَا وتلويِثهَا منْ المواردِ المحدودةِ المطلوبِ حمايتُهاَ
وتقسمُ المواردُ الطبيعيةُ منْ حيثُ تواجدِهَا اليَ مواردَ متجددةٍ ومواردَ غيرَ متجددةٍ
والمواردُ المتجددةُ هىَ تلكَ التِى تتكونُ وتتجددُ بعملياتٍ طبيعةٍ مستمرةٍ ،فالتربةُ والكساءُ الاخضرُ وتتابعِ الأجيالِ منْ الحيوانِ والانسانِ والهواءِ والرياحِ والماءِ مواردُ طبيعيةٌ أوليةٌ متجددةٌ
أما المواردُ غيرُ المتجددةِ فهىَ التِى لا تعوَّضُ بالإحلالِ منْ خلالِ عملياتٍ طبيعيةٍ اوْ التِى يكونُ معدل تعويضِهَا بالاحلالِ معدلاً منخفضاً جدا غيرَ مؤثرٍ تأثيراً واضحاً
ومن أمثلتِهَا الفحمُ والبترولُ والغازُ الطبيعىُّ ، وإذا استنفذَ الانسانُ " موراً غير متجددٍ " فانهُ يفقدُ تواجدَهُ فى الطبيعةِ ، وعليهِ أنْ يبحثَ عن بديلٍ آخرَ منْ نوعٍ آخرَ أو أن يمِضىَ في حياتِه بدونِهِ أىْ بدونِ هذا الموردِ

المحمياتُ الطبيعيةُ  والحفاظُ عليُ بعضِ المواردِ الطبيعيةِ

منَ المواردِ الطبيعيةِ مَا أصبحَ مهدداً بالانقراضِ وأوضحُ الأمثلةِ عليَ ذلكَ ، تلكَ النباتاتُ والحيواناتُ التِى تتناقصُ أعدادُ أنواعٍ معينةٍ منهَا عاماً بعدَ عامٍ نتيجةً لتدخِل الانسانِ بصفةٍ خاصةٍ ، سواءٌ بالاستهلاكِ والصيدِ الجائرِ الذِى يصلُ الىَ درجةِ الاستنزافِ ، أو بتعرضِ هذِهِ الأنواعِ للملوثاتِ الناتجةِ منْ نشاطِ الانسانِ ايضاً

وحرصاً على الحفاظ على البيئات الطبيعية تقومُ الدولُ بتحديدِ بعضِ المواقعِ التِى لا تزالُ علىَ حالَتِهَا الطبيعيةِ وتعلنُهَا محمياتٍ طبيعيةً للمحافظةِ عليَ تكويناتِها الجيولوجيةِ والجغرافيةِ وما تأويهِ منْ نباتٍ وحيوانٍ
المـــاءُ
صدقَ اللهُ سبحانَهُ وتعالىَ اذْ يقولُ : " .. وجعلناَ منْ الماءِ كلَّ شىءٍِ حىٍّ " ( الأنبياءُ : 30 ) فجميعُ الكائناتِ الحيةِ تتركبُ منْ خلاياَ ، وتحتِوى الخليةُ الحيةُ علىَ ما لا يقلُّ عنْ 60 فى المائةِ منْ وزنِها ماءً
وينفردُ الماءُ بخواصَّ فزيائيةٍ تجعلُهُ مورداً طبيعىاً هامَّا للانسانِ ، فالماءُ مذيبٌ للعديدِ منْ المواردِ ويختزنُ الماءُ الحرارةَ بكفاءةٍ عاليةٍ ، وبنظرةٍ سريعةٍ ندركُ أهميةَ الماءِ فى إذابةِ وحملِ المخلفاتِ الآدميةِ والزراعيةِ فىِ شبكاتِ الصرفِ الصحىِّ والصرْفِ الزراعِىِّ .
ولاحتفاظِ الماءِ بالحرارةِ ، واكتسابًِهَا ببطءٍ وفقدِهَا ببطءٍ ، تأثيرٌ كبيرٌ علىَ تمتعِ المنـاطِقِ الساحليةِ بجوِّ معتدلٍ وصِغَرِ الفرقِ بينَ درجاتِ الحرارةِ أثناءَ النهارِ واثناءِ الليلِ ، بعكسِ المناطقِ القاريةِ البعيدةِ عنِ السواحلِ ، كمَا أنَّ تياراتِ المياهِ الدافئةِ فى بحرِ البلطيقِ مثلاً تجعلُ مدينةَ هلسنكِى وهىَ علىَ خطِّ عرضْ 60ْشمالاً ، أدفأُ منْ مدنِ أخرىَ علىَ نفسِ خطِّ العرضِ ولا يصلُهَا تيارُ بحرِ البلطيقِ الدافئُ هذاَ .
والمتتبعُ لتاريخِ الانسانِ وهجرةِ الطيورِ يجدُ أنَّ المسطحاتِ المائيةَ تلعبُ دوراً كبيراً فى اختيارِ طريقِ الهجرةِ والاقامةِ .
وتغطِى المياه ما يزيدُ عن 70 في المائةِ منْ سطحِ الكرةِ الارضيةِ ولكنَّ أغلبَهَا يتواجدُ فى المحيطاتِ غيرِ العذبةِ  .
أما المياهُ العذبةُ الصالحةُ للشربِ والزراعةِ فمحدودةٌ ، كماَ انهَا معرضةٌ للتناقُصِ كموردٍ طبيعىِّ هامٍّ مع الإسرافِ المتزايدِ فى استخدامَاتِهَا البشريةِ فى الصناعةِ والزراعةِ والاحتياجاتِ اليوميةِ ، ناهيكَ عن الاساءةِ الىَ مياهِ الأنهارِ والبحيراتِ العذبةِ بالملوثاتِ المختلفةِ التِى تخرجُ منْ المصانعِ فى صورةِ أملاحٍ سامةٍ ، ومنْ المحطاتِ الحراريةِ لتوليدِ الكهرباءِ فى صورةِ تلوثٍ حرارىٍّ ، ومن الصرفِ الصحىِّ واصرفِ الزراعِىِّ فى صورِ ملوثاتٍ ميكروبيةٍ وبكتيريةٍ وطفيليةٍ ملوثاتٍ بيولوجيةٍ
والماءُ منْ المواردِ البيئيةِ المتجددةِ خلالَ دورةِ الاستعمالِ والتبخرِ والتكثفِ عليَ هيئةِ سحبٍ ثم السقوطِ علىَ هيئةِ أمطارٍ للاستعمالِ مرةً اخريَ ، .. الا أن عدمَ ترشيدِ استعمالِ المياهِ محلياً ، وانتقالَ الماءِ المتكثفِ فى السحبِ مع الرياحِ .. يجعلُ مناطقَ افريقيةً مهددةً بالجفافِ والتصحرِ .. ومناطقَ أخرىَ فى اوروباَّ وآسياَ مهددةً بالفيضاناتِ العاليةِ المدمرةِ .
ومن أجلِ هذا تعقدُ الدولُ المشتركةُ فى موردٍ مائىٍّ واحدٍ ، مثلُ دولِ حوضِ النيلِ اتفاقياتٍ لتوزيع الايرادِ المائِىِّ بينهَا ، فمثلاً تبلغُ حصةَ مصرَ منْ مياهِ النيلِ 55 مليارَ مترٍ مكعبٍ سنوياً
وعلىَ كلِّ دولةٍ أن تقيمَ المشروعاتِ الهندسيةِ التِى ترفعُ كفاءةَ الاستفادةِ منْ حصتهَا المائيةِ ببناءِ القناطرِ والسدودِ وترشيدِ الاستهلاكِ فى الانشطةِ المختلفةِ، ولا يقلُّ عنْ ذلكَ فِى الاهمَّيةِ المحافظةُ علىَ الحصةِ المتاحةِ منْ التلوثِ بكافةِ اشكاِلهِ لتحقيقِ اكبرِ عائدٍ ممكنٍ

الانهارُ
عرفَ الانسانُ الاستفادةَ منْ مياهِ الانهارِ فِى تشغيلِ مطاحنِ الحبوبِ وورشِ تقطيعِ أخشابِ الغاباتِ وفِى صناعَةِ النسيجِ منذُ عهودٍ قديمةٍ
واليـومَ يكادُ تقتصرُ الاستفادةُ منْ مياهِ الانهارِ كموردٍ للطاقةِ فى محطاتِ توليدِ الكهرباءِ
وطاقةُ الحركةِ التِى تتحركُ بهَا جزئياتُ الماءِ فِى النهرِ طاقةٌ صغيرةٌ نسبياَّ ، ولكنْ عندَ بناءِ سدٍّ يعترضُ مجرىَ النهرِ ، فانَّ الماءَ يرتفعُ أمامَ السدِّ ويكتسبُ قدراً آخرَ منْ الطاقةِ يسمىَّ " طاقةَ الوضعِ " ويتوقفُ قدرُ هذهِ الطاقةِ علىَ مقدارِ الارتفاعِ الذِى أصبحَ عليهِ الوضعُ الجديدُ للمياهِ وعلىَ كميةِ الماءِ الذِى ارتفعَ وضعُهُ ، فإذَا تحولَ السدُّ اليَ هدَّارٍ للمياهِ ، يجعلُهَا تندفعُ منْ فوقِهِ وتهبطُ وراءهُ بشدةٍ ، فإنَّ طاقَةَ الوضعِ التِى اكتسبتْهَا تتحولُ الىَ طاقَةِ حركةٍ أخرىَ تصبحُ قادرةً عليَ تشغيلِ تربيناتٍ لتوليدِ الكهرباءِ فى محطةٍ تقامُ عليهَا .
وهكذاَ تقومُ المحطاتُ الهيدروليكيةُ ( محطاتُ القوىَ المائيةِ ) بتحويلِ طاقةِ الحركةِ المائيةِ الىَ طاقةٍ كهربائيةٍ ، وتقدرُ الطاقةُ الكهربائيةُ المولدةُ فى المحطاتِ الهيدروليكيةِ بحوالىْ 2.4 فى المائةِ منَ المجموعِ الكلىِّ للطاقةِ المستخدمَةِ علىَ مستوىَ العالمَ أجمع ْ
أمواجُ البحرِ
تؤثرُ الرياحُ بقوتِهَا_علىَ مياهِ البِحار والمحيطاتِ فتتولدُ فيهَا الأمواجُ بارتفاعاتٍ تتناسبُ معَ قوةِ الرياحِ المؤثرةِ ، وهناكَ عدةُ دراساتٍ ومحاولاتٍ للاستفادةِ منْ الطاقةِ التِى تكتسبُهَا الامواجُ فى توليدِ الكهرباءِ . وتشيرُ النتائجُ الأولى إليَ أنهُ يمكنُ الاستفادةُ منْ هذهِ الطاقةِ كمصدرٍ معاونٍ فِى تغذيةِ الشبكاتِ العامةِ الكهرباءِ كذلكَ الاستفادةُ منهَا استفادةً محدودةً فِى المناطِقِ الساحليةِ النائيةِ



المدُّ والجزرِ
يمثلُ المدُّ والجزرُ فى البحارِ مصدراً آخرَ للطاقةِ ، وترجعُ ظاهرةُ المدِّ والجذرِ الىَ قوَى الجاذبيةِ المتبادلةِ بين الأرضِ والأجرامِ السماويةِ الاخرىَ وخاصةً الشمسَ والقمرَ معَ دورانِ الارضِ حولَ نفسِهَا .
وقدْ فكرَ المهندسونَ منذُ زمنٍ طويلٍ فى استغلالِ ارتفاعِ الماءِ فى المدِّ لتوليدِ الكهرباءِ وذلكَ ببناءِ محطاتٍ هيدروليكيةٍ كتلكَ التِى تبنىَ علىَ سدودِ الانهارِ .
ويختلفُ مدىَ ارتفاعِ الماءِ وانخفاضِهِ فى المدِّ والجزرِ باختلافِ طبيعةِ البحرِ وموقِعِهِ، فيزدادُ هذاَ المدىَ كلمَا اتجهنَا نحوَ القطبينِ الشمالىِّ والجنوبىِّ للكرةِ الارضيةِ كماَ يتعاظمُ فى الخلجانِ الضيقةِ ومصباتِ الأنهارِ فى البحارِ .
وفى مصرَ يلعبُ امتدادُ البحر الاحمرِ منْ الشمالِ الىَ الجنوبِ وطبيعةُ تكوينهِ فِى تعظيمِ ظاهرةِ المدِّ والجزَر علي شواطِئِهِ بالنسبةِ لشواطئِ البحرِ الابيضِ المتوسطِ. كمَا أنَّ المدَّ والجزرَ يكونُ عندَ الشاطِئِ أكبَر منهُ فى عرضِ البحِر
وقد بحثتْ الولاياتُ المتحدةُ فى الثلاثينياتِ منْ القرن العشريِن امكانيةَ استغلالِ ظاهرةِ المدِّ والجزر فىِ خليجِ فونِدى الذِى يبلغُ طولُهُ 250 كيلو متراً وعمقُهُ 75 متراً لبنِاء محطِة لتوليِد الكهرباِء ، ثم صَرفَتْ النظرَ عن المشروعِ رغمَ المبالغَ التى أُنفقتْ علىَ دراسةِ الجدوىَ الاقتصاديةِ منهُ
واليومَ تقامُ فى روسيَا محطةٌ تجريبيةٌ عليَ خليجِ ركسلاياَ
كما أقامتْ فرنساَ عام 1966 محطةً تجاريةً لتوليدِ الكهرباءِ منْ المدِّوالجزِر علىَ مصبِّ نهرِ رانس علىَ الساحل الشماِلىِّ ، وتعتبرُ هذِه اكبرَ محطةٍ تجاريةٍ للاستفادةِ منْ ظاهرةِ المدِّ والجزر فى الحصولِ علىَ طاقةٍ كهربائيةٍ فىِ العالِمَ ، وقد صممتْ لتصلَ قدرتَهَا اِلىَ 240 ميجاوات ( 240 مليونَ وات ) ولكنَّ قدرة التشغيلِ لمِ تتعدَّ 62 ميجاوات بسببَ طبيعةِ المدِّ والجزر
وتفكرُ بريطانياَ فى اقامِة محطةٍ عملاقهٍ بقدرةِ 7200 ميجاوات ( 30 ضعفَ قدرةِ المحطةِ الفرنسيةِ) وذلكَ عندَ مصبِّ نهرِ سفرن فى جنوبِ غرب انجلترَا . وتشيرُ الدراساتُ إلى أنَّ سعرَ الكهرباءِ الناتجةِ سينافسُ نظيره المنتجَ منْ المحطاتِ الحراريةِ الِتى تعملُ بالفحمِ . غير أن تنفيذَ المشروعِ الجديدِ ستترتبُ عليهَ خلقَ مشكلةٍ بيئيةٍ نتيجة لاعتراضِ السريانِ الطبيعىِّ للمياِه ، وتركيِز الملوثاتِ فِى المنطقةِ            

الأرض التربةُ

نقصدُ بالتربِة تلكَ الطبقةَ الرقيقةَ جدَّا منْ سطحِ الأرض الِتى تصلُحُ لنمِوِّ النباتِ بتوفيِر خليطٍ منْ المعادِن والموادِّ العضويةِ والاحياءِ الدقيقةِ والصغيرةِ مثلُ البكتريَا والديدان والماءِ والهواءِ ، وترتبطُ مواصفاتُ التربةِ بنوعِ النباتاتِ الِتى تنمُو عليهَا سواءٌ كانتْ طبيعيةً كالحشائِش والاشجاِر أو تلكَ الِتى يزرعُهَا الانسانُ كالخضرِ والحبوبِ والفاكهةِ

والتربةُ منْ المواردِ الطبيعيةِ الهامِة لاستمرارِ الحياةِ فِى النباتِ والحيوانِ والانساِن عبر آلاِف السنينِ ، وتتكوُن التربةُ بتفتتِ الصخرةِ الأمِّ المكونَةِ لطبقةٍ قديمةٍ جداً منْ سطحِ جبلٍ نتيجةً لتعرضِهاَ لعوامِل التعريةِ الطبيعيةِ منْ حرارةٍ وبرودةٍ تعملُ علىَ تمددِهاَ وانكماشِهَا وتشققهَا .. ثم انتقالُ هذهِ الفتاتِ بالرياحِ ومياِه الامطاِر وترسيبهَا فى الودياِن والمنخفضاتِ
وقد تكونتْ دلتاَ النيِل وغيرهَا وكذلكَ مدرجاتِ وادِى النيِل الصالحِة للزراعةِ منْ ترسيباتِ الغريِن الذِي حملتهُ مياهُ فيضانِ النيل منْ فتاتِ صخورِ الجبالِ الجرانيتيةِ فى الحبشةِ عاماً بعدَ عامٍ . وخارجَ وادِى النيلِ كانتُ الصحارىَ الحاليةُ مغطاةً بكساءٍ أخضر خلالَ عصورٍ مطيرةٍ قديمةٍ تعرضتْ للجفافِ فتصحرتْ ومَا يحدثُ اليومُ منْ عملياتِ التنميةِ الزراعيةِ فِى الصحراءِ لا يخرجُ عن الاستفادةِ مرةً أخرىَ منْ بقاياَ الطَّفْلةِ الصحراويةِ الِتى تكونتْ خلالَ العصورِ المطيرةِ ومدُّها بالماءَ والموادِ الغذائيةِ الِتى يحتاجُهَا النباتُ وزراعتُهَا بالمحاصيلِ المناسبةِ للظروفِ البيئيةِ المستحدثةِ
والتربةُ الزراعيةُ كغيرِهاَ منْ المواردِ البيئيةِ الاخريَ يتلفُهَا سوءُ الاستعماِل ، مثلُ الاجهادِ بزراعَتِهَا بمحاصيلَ تستنفذُ قدراً كبيراً منْ المحتوىَ الغذائىِّ الطبيعىِّ دون تعويضِه بالتسميدِ الجيدِ المناسبِ أو تجريفِ التربةِ واستخدامِهَا فى صناعةِ الطوبِ الاحمرِ ، وهو الأمرُ الذِى اصبحَ محرَّماً بفعِل القانونِ او البناءِ علىَ الارضِ الزراعيِة لممارسةِ أنشطةِ أخرىَ مثلُ الاسكاِن أو إقامةِ المصانِع ، وهو ما يمنعُهُ القانوُن أيضاً فى مصرَ

المعادنُ

تبدأُ علاقةُ الانسانِ بمعدنٍ فِى جِوفِ الجبلِ مثلُ الذهبِ والنحاسِ .. برحلاتٍ استكشافيةٍ فإَذا تحددَ موقعُ المنجِم ، تبدأ عملياتُ اختبارُ درجةِ تركيزِ المعدِن فى الخامِ وبالتاِلى الجدوَى الاقتصادية منْ تشغيلِ المنجمِ

وتأِتي بعدَ ذلكَ عملياتُ استخراجِ الخِام وتكسيِره وغسيلِهِ وتركيِز المعدَنِ بإزالةِ الاتربةِ وغيرهَا .. ثم النقلُ الىَ مصانعِ استخراجِ المعدنِ ذاتِهِِ منْ الخاِم .. وترتبطُ كل مرحلة منْ هذه المراحل بآثار ِ بيئيةِ معينةِ فالاتربةُ المتناثرةُ فى موقع المنجمِ واثناءَ النقِل والمياهُ المستخدمةُ فى عملياتِ الغسيلِ والابخرةِ والغازاتُ المتصاعدةُ منْ مصانعِ التعدينِ .. كلهُّا ملوثاتٌ بيئيةٌ مؤثرةٌ عليَ المواردِ الطبيعيةِ الاخرىَ وصحةِ العاملينَ
والمعادنُ منَ المواردِ الطبيعيةِ غيرِ المتجددةِ لانهَا تكونَتْ منذُ ملايينَ السنينِ معَ تكوِّنِ الصخورِ الناريةِ ، منْ الصهيرِ المتصاعِدِ منْ باطنِ الارضِ وتجمدِهَا عليَ هيئةِ عروقٍ معدنيةٍ علىَ أعماقٍ مختلفةٍ فى الجبالِ الحاويةِ لهاَ
ولكنَّ العديدَ منْ المعادنِ المستخرجةِ منْ الارضِ لا تستهلكُ بالاستعمالِ الدائِم ، وإنما باستعمالٍ مؤقتٍ مثلُ العبواتِ الالومنيومِ للمشروباتِ الغازيةِ والأوِانى الحديديةِ والنحاسيةِ وغيرهاَ التِى تصبحُ " خردةً " بعد فترةٍ منْ الاستعمالِ . من أجلِ هذا ظهرتْ تكنولوجياتِ تدويرِ الاستفادةِ منْ المعدنِ بإعادِة تشكيِلِه عقبَ كلِّ استعمالٍ ليتلاءمَ معَ متطلباتِ استعمالٍ آخرَ

الطاقةُ الحراريةُ الأرضيةُ

قلبُ الأرضِ كتلةٌ منصهرةٌ منْ مادةٍ تختزنُ مقاديرَ هائلةً منْ الطاقةِ الحراريةِ ، حيثُ تصلُ درجةُ حرارتِهاَ الي نحِو أربعة ألاف وأربعمائةْ م

وينفذُ هذاَ الصهيرِ الارضِىِّ خلالَ بعضِ المناطِقِ منْ قشرةِ كوكبِ الارضِ فى صورةِ طفوحاتٍ بركانيةٍ أحياناً ، وفي أحيانٍ اخرىَ ، تتواجَدُ هذه الموادُ الحارةُ بالقربِ منْ سطحِ الارضِ وتؤثرُ علىَ المياهِ الجوفيةِ وترتِفعُ درجةَ حرارتِهاَ .. أو تحولهاَ الىَ بخارٍ
وعلىَ ذلك فالينابيعُ الحارةُ والنافوراتُ الحارةُ ما هىَ الا ظاهرةٌ طبيعيةٌ خاصةٌ بالاماكِنِ الِتى صعدَ فيهاَ بخارُ الماءِ والماءُ الحاِّر الىَ سطحِ الارضِ . ويمكنُ الاستفادةُ منْ الطاقةِ الحراريةِ الكامنِة فِى بخِار الماءِ المحبوسِ فى الارضِ ، بحفِر الاباِر وإطلاقِ البخاِر المحبوسِ والتحكمِ فيه لاستخدامِهِ فى تشغيلِ المولداتِ الكهربائيةِ
وأكبرُ محطةٍ لتوليدِ الكهرباءِ منْ الطاقةِ الحراريةِ الارضيةِ حالياً ، توجدُ فى شماِل ولايةِ كاليفورنيَا الامريكيةِ ، وتنتجُ الولاياتُ المتحدةُ حالياً اكثرَ منْ نصفِ الانتاجِ العالِمىِّ للطاقَةِ الكهربائيةِ منْ حرارةِ باطنِ الارضِ ، ويَليهَا الفلبينُ الِتى تنتجُ نصفَ الانتاجَ الامريكِيِّ ، تم نحو 12 دولةً اخرىَ تتصدُرهَا ايطاليَا ، والمكسيكُ ، واليابانُ ، ونيوزيلندة ، وايسلاندة ، وقد اقيمتْ فى ايطالياَ اولُ محطةٍ لتوليِد الكهرباِء منْ حقولِ بخارِ الماءِ الجوفيِّ فِى منطقةِ لاراليوُ عامَ 1913 .
وتقدُر القدرةُ الكهربائيةُ المولدةُ منْ طاقةِ المياهِ الحارةِ الجوفيةِ علىَ مستوىَ العالمَ عام 1976 بنحِو 1362 ميجاوات ، وتشيرُ دراسةُ الجدوَى الاقتصاديةِ الِتى قامتْ بها وزارُة الكهرباِء فِى مصِر اليَ امكانيةِ اقامةِ محطةٍ لتوليدِ الكهرباءِ منْ المياهِ الحارةِ الجوفيةِ فى " العينِ السخنِة " بقدرةٍ تصلُ الي 600 ميجاوات .
وتشتهرُ جزيرة ُايسلندة بانهَا جزيرةُ الثلجِ والنارِ ، حيثُ تقعُ تحتَ الدائرةِ القطبيةِ الشماليةِ مباشرةً وتغطىِّ الثلوجُ 1/8 مساحةِ الجزيرةِ طوالَ العامِ بينمَا تحتفظُ الجزيرةُ بقدرٍ هائلٍ منْ المياهِ الجوفيةِ الحارةِ قربَ السطحِ ، فنجدُ الثلوجَ فى موقعٍ وعلي بعدِ خطواتٍ منهُ نجدُ بخارَ الماءِ مندمجاً عليَ هيئةِ نافورةٍ خلالَ شقِّ فِى الصخورِ الجرانيتيةِ ، وتغذِّى مياهُ الامطارِ التى تتسربُ الىَ باطِن الارضِ هذه الينابيعَ والنافوراتِ الحارةَ بما تكتسبهُ منْ حرارةِ الارضِ
وتستخدمُ ايسلندهَ نصفَ الطاقةُ الحراريةِ الارضية لتوليدِ الكهرباءِ ، والنصفُ الاخرُ لتدفئةِ المنازلِ ، ففِى العاصمةِ " رايكافيك " بدأ استخدامُ الطاقةِ الارضيةِ فى التدفئةِ منذ عاِم 1928 ومنذُ عاِم 1942 وجميعُ مبانِى العاصمةِ تستفيدُ منْ شبكةِ التدفئِة ببخِار الماءِ الجوفِىِّ بتكلفةٍ تقلُّ عن ربعِ تكلفِة توليدِ الكهرباءِ بالمحطاِت الحراريةِ الِتى تستخدمُ زيتَ البترولِ فى تشغيلهَا
وبالرغمُ منْ اعتبارِ طاقةِ حرارةِ الارضِ منَ الطاقاتِ النظيفةِ الا أنَّ استغلالَهاَ لاَ يخلوُ من بعضِ المشاكلِ البيئيةِ وانْ كانتْ طفيفةً نسبياً فالبخارُ الخارجُ منْ باطِنِ الارضِ يحتوِى علىَ غازِ كبريتيدِ الايدروجينِ الذِى يتميزُ برائِحِتِهِ الِتِى تشبهُ رائحةَ البيضِ الفاسِد ، ويعتبُر منْ ملوثاتِ الهواءِ الجوىِّ . كما انَّ المعادنَ الذائبةَ فى بخارِ الماء تسببُ تآكلاً لشبكاتِ التدفئةِ مما يتطلبُ أعمالَ صيانةٍ مستمرةٍ هذا بالاضافةِ الي أنهَا تسممُ الاسماكَ اذا وصلتُ الىَ المسطحاتِ المائيةِ السمكيةِ            

الوقودُ الحفرىُّ

          يقصدُ بالوقودِ الحفرىِّ ما تكوَّنَ فى باطِن الارضِ منذُ مئاتِ الملايينِ من السنينِ نتيجةَ لاختزانِ قدرٍ كبيرٍ منْ الطاقةِ الشمسيةِ منْ خلاِل عملياتٍ حيويةَ (بيولوجيةٍ ) وجيولوجيةٍ خلالَ هذاَ الزمِن الطويلِ : ويشملُ الوقوُد الحفْرىُّ الفحمَ والبترولَ والغازَ الطبيعىَّ : ولأنَّ معدلَ تكوينِ الوقودِ الحفرِيِّ بطئ ٌجداًّ يصعبُ تجددهُ فيعتبرُ منْ المصادِرِ غير المتجددِة للطاقةِ

الفحمُ

يصنفُ الفحمُ حسبَ جودتِهِ كمصدر ٍللطاقةِ والاستعمالاِت الأخرَى إلىَ ثلاثة أنواعِ عامةٍ وهيَ الفحمُ اللجنيتيُّ ، والفحمُ البيتومينىُّ والفحمُ الانتراسيتىُّ

والنوعُ الاولُ وهو الفحمُ اللجنيتىُّ يحتوِى علىَ قدرٍ كبيرٍ منْ الرطوبةِ مما يقللُ قيمَتهُ كمصدرٍ للطاقةِ
اما النوعُ الثاِنى وهوَ الفحمُ البيتومينيُّ ، فأكثرُ أنواع الفحمِ استعمالاً ،لأنهُ اسهلُهَا استخراجاً منْ المناجِم وأكثرُهاَ وفرةَ ، ويوفرُ ما يقربُ منْ خُمسَ إحتياجاتِ العالَمِ منْ الطاقةِ
امَّا النوعُ الثالثُ وهُو الفحمُ الانتراسيتىُّ ، فلا يصلُ اليَ مرتبةِ الفحمِ البيتومينيِّ من حيثُ كثرة الاستعمالِ ، لتواجُدِهِ علىَ أعماقٍ كبيرةٍ ، مما يجعلُ استخراجُهُ أكثرَ صعوبةٍ ايضاً
وبالرغمِ منْ أنَّ كِبِرَ الحجِم المتواجِد منْ الفحِم البيتومينيِّ والانتراسيتيِّ مخزوناً فِى الارضِ ، الا أنَّ الاحتياطىَّ فى" المناجِمِ الشغالة "ِ يقدرُ بنحِو 618 بليونَ طنِّ ، وبلغَ الانتاجُ العاَلمىُّ فى عاِم 1993 نحوَ 3500 مليونَ طنًّ ، وتتصدرُ الصينُ والولاياتُ المتحدةُ العالمً فى تزايدِ الإعتمادِ علىَ الفحْمِ منذُ عِام 1980 ويمثِلان معاً 77 فى المائةِ منْ الاستهلاكِ العاَلمِى للفحْمِ
وقدْ بدأتْ الثورةُ الصناعيةُ فى القرنِ التاسعِ عشرَ معتمدةً علىَ الفحِم كمصدرٍ وحيدٍ للطاقة
غيرَ انَّ تفاقمَ مشاكِل الثلوتِ البيئىِّ المصاحبةِ لإستخراجِ الفحمِ ونقِلهِ واستخدامِاتِه وارتفاعِ نسبِة المحتوَى الكبريتىِّ فيهِ وتحولِهِ الىَ حمضِ كبريتيك فى مواقِعِ المناجِم أثَّرَ كلُّ ذلكَ علىَ المضىِّ فى الاعتمادِ علىَ الفحمِ بعدَ اكتشافِ البترولِ ووسائلِ استخراجِهِ منْ باطِنِ الارضِ

البترولُ

بدأتْ استخداماتُ البترولِ تتنامىَ وتتنوعُ منذُ العشريناتِ منْ القرنِ العشرينِ . وتعددتْ المنتجاتُ الِتى يمكنُ الحصولُ عليهَا منْ زيتِ البترولِ الخامِ بالتسخينِ فِى أبراجِ تقطيرٍ خاصةٍ ، تفصلُ كلَّ منتجٍ علىَ حدةٍ ، وبعدَ الحصولِ علىَ المنتجاتِ البترولية بالفصلِ الحرارىِّ منْ برجِ التقطيِر ، تجرىَ عملياتُ تنقيةٍ علىَ كلِّ منتجٍ للاستعمالِ المناسبِ كوقودِ لتشغيلِ محركاتِ الطائراتِ والسياراتِ والآلاتِ الِتى تعملُ بالمازوتِ ، وزيتِ الديزلِ

كذلك أمكنَ الحصولُ علىَ مركباتٍ أخرىَ باجراء عملياتِ تكسيِر للمنتجاتِ الكبيرةِ اليَ جزئيات اخرىَ أصغرَ منها فى التركيبِ الجزئيِّ.. كما مكنَ اقامةُ مصانعَ لانتاجِ العديدِ منْ المركباتِ الكيمائيةِ الاخرَى البتروكيماوياتِ لانتاِج أنواعٍ جديدةٍ منْ الموادِ مثلُ أنواعِ البلاستيكِ الِتى انتشَر استعمالُهَا انتشاراً واسعاً فى جميعِ المجالاتِ
ويقدرُ الاحتياطىُّ الحاليُّ للبترولِ فى العالِمَ بنحِو 1000 بليونِ برميل ، وإذا استمرَّ استهلاكَنَا بالمعدلِ الحاِلىِّ 20 بليونَ برميلٍ سنوياً ، فانَّ هذَا الاحتياطِىِّ ينفذُ بعدَ 50 سنةً ، ولكنْ يخففُ منْ هذِهِ النظرةِ التشاؤميةِ التطورُ المستمرُ فِى تكنولوجياَ صناعةِ البترولِ واكتشافِ حقولِ جديدةٍ تضيفُ للاحتياطِىِّ المعروفِ كمياتٍ أخرىَ
وتختلفُ طبيعةُ التلوثِ البترولِيِّ للبيئةِ فى مراحِلِ انتاجِهِ ونقِلِه واستخدامَاتِهِ ومدىَ خطورتِهِ عن تلكَ الناجمةِ عن انتِاج ونقِل واستخدامِ الفحمِ ، وبالرغْمِ منْ تضخيمِ وسائِلِ الاعلاِم لأَخطاِر حوادثِِ حاوياتِ البترولِ العملاقةِ وماَ يتبعُهَا منْ انسكابِ البترولِ فى المحيطاِت وقتِل الاحياءِ البحريةِ الا أنَّ هذِه الحوادثِ لا تمثلُ سوىَ ثلثِ التلوثِ البترولِىِّ الناتجِ عن استخدامِهِ كوقودِ تسييرِ السفِن ذاتِها ، كذلكَ فانَّ انسكابَ البترولِ علىَ الارضِ يلوثُ التربةَ والمياهَ الجوفيةَ ، كما انَّ تبخرَ المنتجاتِ البتروليِة فى الجوِّ والحرقِ غيِر التامِّ للوقودِ البترولِىِّ يلوثاِن الهواءَ .

الغازُ الطبيعيُّ

امَّا الغازُ الطبيعىُّ فيعتبُر أقلَّ أنواعِ الوقودِ الحفرِىِّ الثلاثةِ خطورةً عليَ البيئَةِ فالغازُ الطبيعىُّ بالرغمِ ممَّا يسبُُبُه مُن مشاكِلِ الروائحِ المحليةِ فى مواقِع الانتاجِ، والاحتمالُ الضعيفُ لحدوثِ انفجِار او حريقٍ فانهُ لا يحِدثُ تلوثاً بيئيَّا أثناءَ نقِلِه . كما أنهُ يعتبرُ وقوداً نظيفاً لا يتركُ ملوثاتٍ للهواءِ عندَ استعمالِهِ حيثَ انَّ نواتَج احتراقِهِ هَى غازُ ثانِى اكسيدِ الكربونِ وبخِار الماءِ فقطْ .

وبالرغْمِ منْ أنَّ الغازَ الطبيعىُّ يستعملُ أساساً للحصولِ علىَ طاقةٍ حراريةٍ ، إلا أنَّ لهُ استعمالاتٍ أخرىَ فى صناعةِ البتروكيماوياتِ والاسمدةِ ، فتصنعُ الاسمدةَ النيروجِينيةِ منْ غازِ النشادِرِ الذِى يحَّضُر بتفاعُلِ نيتروجينِ الهواءِ مع الميثانِ المكوَنَّ الاساسِىِّ للغاِز الطبيعِى
ويتجمعُ اكثرُ من ثلثِ احتياطىِّ الغاِز الطبيعِّى فِى العاَلِم اليومَ ( 138 الفَ مليونِ مترٍ مكعبٍ ) فى عشرة حقولٍ عملاقةٍ ، يوجدُ ستةٌ منهَا فى روسَيا

الوقودُ الخشبىُّ

          تعتبرُ الاشجارُ الِتى تكونَ المصدَر الرئيسِّى للوقودِ الخشبىِّ منْ المواردِ البيئيةِ الطبيعيةِ المتجددةِ إلاَّ إذَا تدخلَ الانسانُ وقَطَعَ الغاباِت والمراعِى لاستخداِم أراضيهَا الزراعيةِ ، ويستخدمُ الخشبُ كوقودٍ محلياًّ فى موقِع تواجدِهِ وذلكَ لانخفاضِ قيمِتِه الحراريِة بالنسبةِ للفحْمِ والبتروِل مما يجعُل نقلهُ لمسافاتٍ طويلةٍ غير عمليٍّ
وتستخدم ُدولُ شماِل اوروبَّا والولاياتُ المتحدةُ الامريكيةُ الخشبَ كوقودٍ للحصولِ علىَ نحوِ 10 فى المائِة منْ الطاقِة المستهلَكَةِ فِى تدفئةِ المنازِل ، وفي كنداَ يصلُ استخدامُ الخشبِ كوقودٍ لانتاجِ 3 فى المائةِ منْ مجموعِ الطاقةِ المستخدمَةِ فِى جميعِ المجالاِت وخاصةً فى الصناعاِت الخشبيةِ مثلُ تقطيعِ وتشكيلِ الاخشابِ وصناعَةِ الورقِ
ويزدادُ الاعتمادُ علىَ الخشَبِ كوقودٍ فى الدول الناميةِ فى افريقيَا واسيَا وكثيراً ماَ يصلُ الامرُ الى أنْ يصبحَ معدلُ تقطيعِ النباتِ لاستخدامِهِ كوقودٍ لطهىِ الطعامِ فى المناطِقِ الفقيرةِ أكبر منْ معدلِ نموِّ النباتِ ذاتِهِ وتجديدِ تواجِدِه فِى الطبيعةِ مما يحدثُ اثراً بيئيّاً سيئاً فى المراعِى الطبيعيةِ وتعجيِل تصحِرُّها
هذاَ بالاضافَةِ الىَ تلوثِ الهواءِ بمنتجاتِ احتراقِ الوقودِ النباتِىِّ فى صورهِ المختلفَةِ وقد وَجَدَ ان معَّدل تلوثِ الهواءِ بغِاز أول أكسيدِ الكربونِ السامِّ الناتجِ منْ حرقِ الخشِب يفوقُ معدلاتِه الناتجةَ عن حرقِ الفحِم والموادِّ البتروليِة

المخلفاتِ الحيويِة "البيوماسِ "

تتراكَمُ الموادُّ النباتيةُ والحيوانيةُ فِى " تكتلاتٍ حيويةٍ ( بيوماس ) تجرَى عليهَا عملياتُ تحويلٍ للاستفادةِ منْ الطاقةِ المخزونةِ فيهَا وانتاج أشكالٍ اخرَى منْ الوقودِ ، أو بحرقِهَا مباشرةً وحرقُ التكتلاتِ الحيويةِ قديمٌ قدمَ اكتشافِ الانسانِ النارَ وتسخيرهَا فى حياتِهِ اليوميةِ البسيطةِ
وتتعددُ اليومَ أوجهُ الاستفادةِ منْ " التكتلاتِ الحيويةِ " هِذِه كمصدرٍ للحرارةِ فِى الطهىِ ولتوليدِ الكهرباءِ ، وكذلكَ بتحويلهاَ اليَ وقودٍ كحولىًّ بالتخميِر واطلاِق غازِ الميثانِ ( وقودٌ غازِىُّ ) منهَا بعملياتِ تحليلٍ حيوىًّ تقومُ البكتريَا بدورٍ أساسيًّ فيهِ
وقدْ بلغَ عددُ وحداتِ تحليِل المخلفِات النباتيِة والحيوانيِة فى الصيِن نحوَ 500 ألفِ وحدةٍ منتشرةٍ فى البيوتِ والمزارعِ ، ونحوَ 100 ألفٍ فى الهِند و 50 ألفاً فى كوريَا
هذَا بينمَا يمثُل الكحولُ نصفَ الوقودِ المستخدمِ فِى محركاتِ السياراتِ فِى البراِزِيل ، وقدْ دعاهَا الىَ ذلكَ ارتفاعُ سعرِ الوقودِ البترولىِّ فِى مقابِلِ وفرةِ مزارعِ قصبِ السكرِ وتشغيلِ أعدادٍ كبيرةٍ فى زراعَتِِهِ ، وتعتبرُ مخلفاتُ صنَاعِة السكِر منْ القصبِ مصدراً كبيراً لانتاجِ الكحولِ وإقامةِ محطاتِ تموينِ السياراتِ بالوقودِ الكحولىِّ .
الرياح
عندَمَا تصطدمُ أشعةُ الشمسِ بسطحِ الارضِ فإنَّ طاَقَتَها تتحولُ الىَ حرارةٍ تُسخِّنُ الارضَ ، ولا يكونُ الارتفاعُ فِى درجةِ الحرارةِ متساوياً فى جميعِ أجزاءِ الارضِ وذلكَ لاختلافِ ميلِ الشمسِ علىَ المنطقةِ المداريةِ عنهُ عندَ القطبين مثلاً، وكذلكَ لاختلافِ طبيعةِ المنطقةِ وتضاريسِهَا منْ حيثُ الارتفاعِ والتركيبِ المادىِّ انْ كانَ مسطحاً مائياً أو صحراءً أو غابةً
وتنتقلُ الحرارةُ الِتِى اكتسبتْهَا الارضُ الىَ الهواءِ الملامسِ لها .. ويصبحُ هناك مناطقٌ هواؤها ساخنٌ وأخرَى هواؤها باردٌ
ولمـَّا كانَ الهواءُ الساخنُ أقلَّ كثافةٍ ( اخفَّ ) منْ الهواءِ الباردِ ، فانَّ الهواءَ الساخنَ يصعدُ الىَ أعلَى ويجيءُ تيارٌ منْ الهواءِ الباردِ ليحلَّ محلَّ الهواءِ الساخِنِ المتصاعِدِ ، وهذا التيار هوَ ما نعنيهِ عندَمَا نتحدثُ عن الريحِ والرياحِ
ومنذ قرونٍ طويلةٍ استخدمَ الانسانُ الرياحَ ، فبدأ قدماء المصريين فى تسييرِ المراكبِ الشراعيةِ فى النيلِ والبحرِ بقوةِ الرياحِ ثمَّ انتشرتْ طواحينُ الهواءِ فى شمال أوروبَا منذَ القرنِ الثانىِ عشرَ الميلادىِّ .. كما استُخُدِمَتْ قوةُ الرياحِ لرفعِ الماءِ منْ باطنِ الارضِ وغير ِذلك .. وحديثاً جداً استُخُدِمَتْ قوةُ الرياح لتشغيلِ مولداتِ الكهرباءِ وكانتْ البدايةُ فى النصفِ الأولِ منْ القرنِ العشرينِ .
وتنتشرُ محطاتُ توليدِ الكهرباءِ بقوةِ الرياحِ فى الولاياتِ المتحدةِ الامريكيةِ والدنماركِ وهولندَة ، واسبانيَا ، والهندِ ، والمانيَا ، وايطاليَا ، واليونانِ ، وانجلترَا ، وفى مصرَ توجدُ محطةٌ تجريبيةٌ علىَ الساحلِ الشمالِىِّ فى سيدِى برانِى . ومحطةٌ انتاجيةٌ عليَ ساحلِ البحرِ الاحمرِ بينَ السويسِ والزعفرانةِ وعندَ الغردقةِ ، كما أنَّ المشروعَ العملاقَ لتنميةِ جنوبِ البلادِ فى توشكِى يتضمنُ الاستفادةَ منْ قوةِ الرياحِ فى انشاءِ محطةٍ كبيرةٍ لتوليدِ الكهرباءِ فى شرقِ جبلِ العويناتِ
وتعتبرُ المناطقُ المكشوفةُ المطلةُ علىَ البحارِ وفى المرتفعاتِ الصحراويةِ منْ أنسبِ الأماكنِِ لإقامةِ محطاتِ توليدِ الكهرباءِ بقوةِ الرياحِ مع مراعاةِ البعدِ عن التجمعاتِ السكانيةِ لما يصحبِ غابَة المراوحِ الهوائيةِ منْ تلوثٍ صوتىِّ محلِّىِّ ، ولذا تقامُ ابراجُ المراوحِ العديدةِ داخلَ المياهِ فى المناطقِ الساحليةِ ، والمقدرُ ان تبلغَ القدرةُ الكهربائيةُ المستفادةُ منْ قوةِ الرياحِ علىَ مستوَى العالمِ 9000 ميجاوات مع نهايةِ القرنِ العشرينِ .
الطاقةُ الشمسيةُ
تمدُنَا الشمسُ بموردٍ مستمرٍ للطاقةِ يفوقُ ما نستهلكُهُ منْ الطاقةِ بجميعِ صورِهَا فِى جميعِ أنشطتِهَا علىَ المستوي العالمِىِّ بنحوِ ستمائة ضعفٍ ، وتنقسمُ طرقُ استخدامِنَا للطاقةِ الشمسيةِ بصفةٍ عامةٍ الىَ ثلاثةِ أنماطٍ وهى : اولاً : نمطُ الاستخدام ِالسلبيِّ منْ جهةِ الانسانِ أي بدونِ تدخلِ الانسانِ لصناعةِ آلةٍ وسيطةٍ .
ومن أمثلةِ الاستخدامِ السلبىِّ للطاقةِ الشمسيةِ تجفيفُ الخضرِ واللحومِ فى الشمسِ مباشرةً او تسخينُ المياهِ فى إناءٍ معرضٍ للشمسِ مباشرةً أو تحليةِ مياهِ البحرِ بتبخيرِهَا بحرارةِ الشمسِ تم تكثيفِ البخارِ ، وقد كانَتْ جميعُ أنشطةِ الانسانِ فى الحضاراتِ القديمةِ الِتى استغلَّ فيها الطاقةَ الشمسيةَ منْ هذا القبيلِ
ثانياً : اما النمطُ الثانى فهو نمطُ الاستخدامِ الايجابىِّ منْ قبلِ الانسانِ ، وفيها يتطلبُ نقلُ الحرارةِ المتجمعةِ فى مصيدةٍ للطاقةِ الشمسيةِ المعرضةِ للشمسِ المباشرةِ ، الىَ موقعِ الاستخدامِ داخلَ المنزِل مثلاً باستخدامُ أجهزةٍ وسيطةٍ تشملُ أنابيبَ مياه ٍومضخةٍ تدفعُ المياهَ داخلَ الانابيبِ لتنقلَهَا منْ موقعِ التعرضِ لأشعةِ الشمس ِ( مصيدةُ الطاقةِ الشمسيةِ ) الىَ حجراتِ المنزلِ لتشعَّ الحرارةَ الِتى اكتسبتْهَا منْ الشمسِ
كذلك قدْ يشملُ الاستخدامُ الايجابىُّ للطاقةِ الشمسيةِ تخزينَهَا للاستفادةِ منها ليلاً ويكونُ ذلكَ عن طريقِ مادةٍ تمتصُ الطاقةَ الشمسيةَ أثناءَ النهارِ وتعودُ وتشعُّهَا أثناءَ الليلِ ، مثلَ الماءِ أو بلوراتِ كبريتاتِ الصوديومِ الِتى تمتصُّ حرارةَ الشمسِ أثناءَ النهارِ ، ثم تشعُّ الحرارةَ الِتى امتصَّتْهَا وتتجمدُ مرةً أخرى اثناءَ الليلِ ، وقدُ وجِدَ أن كفاءةَ كبريتاتِ الصوديومِ تفوقُ كفاءةَ الماءِ فى هذاَ المضمار
ثالثاً : اما النمطُ الثالثُ فهو تحويلُ الطاقةِ الشمسيةِ الىَ طاقةٍ كهربيٍةٍ باستخدام ِ" الخلايا الشمسيةِ " ، وقدْ كانَ هذَا النمطُ فى الحصولِ علىَ الطاقةِ الكهربيةِ مكلَّفاً جداً بالنسبةِ لوسائلِ توليدِ الكهرباءِ الأخرى ، غيرَ انَّهُ مع التقدمِ التكنولوجِىِّ لصناعةِ الخلايا الشمسيةِ ، أمكنَ خفضُ أسعارِ هذِه الخلايا كثيراً
اما فى الفضاءِ فتلعبُ الطاقةُ الشمسيةُ دورًا اساسياً فى تشغيلِ الاجهزةِ الالكترونيةِ فى الاقمار ِالصناعيةِ ومحطاتِ الفضاءِ المختلفةِ ، ويتميزُ الوضعُ فى الفضاءِ - عنه علىَ الارضِ - بملاءمتِه للاستفادةِ منْ الطاقةِ الشمسيةِ الِتى تصبحُ متوفرةً 24 ساعةً فى اليومِ بدونِ أن يحجبَهَا سحابٌ أو ضبابٌ
وقدْ يصلُ عددُ الخلايا الشمسيةِ فى بطاريةِ تغذية القمر ِالصناعىِ الواحدِ بالكهرباءِ الىَ خمسةِ آلافٍ خليةَ أو أكثرَ ، وتُرىَ موزعةً فى لوحاتٍ تغطى سطحَ القمرِ الصناعىِّ بلونِهَا الازرقِ المميزِ وتُغطِّى بغشاءٍ شفافٍ رقيقٍ منْ " الزفير ِ" وهو منْ الاحجار الكريمةِ ، ويتميزُ بصلابتِهِ وشفافيتِهِ ومقاومتِهِ العاليةِ للتأثرِ باصطدامِِ قطعِ الغبارِ الفضائىِّ عليه . والمعروفُ انَّ الغبارِ الفضائىَّ يتحركُ بسرعاتٍ خياليةٍ عاليةٍ جداً تجعلُ قوى تصادُمِهَا كبيرةً جداً
وبالرغمِ منْ انَّ الطاقةُِ الشمسيةِ تعتبرُ منْ " الطاقاتِ النظيفةِ " بيئياً إلا أنَّ إستخداماتِهَا الارضيةَ وليستْ الفضائيةَ لا تتجاوزُ واحداً فى المائةِ علي المستوَى العالمِىِّ لأسبابٍ عديدةٍ ، أولُهَا وأوضحُهَا : إقتصارُ الاستفادةِ منْ الطاقةُِ الشمسيةِ الممثلةِ فى أشعةِ الشمسِ أثناءَ النهارِ فقط ، وهذا يعنى ضرورةَ الاستعانةِ بآليةِ تخزينٍ مناسبة ٍللاستعمالِ اثناءَ الليلِ ، مما يزيدُ التكلفةِ
         كما أنَّ الاعتمادَ علي الطاقةِ الشمسيةِ وحدِهَا لا يكفِي لتدفئةِ المنازلِ تحتَ الظروفِ المناخيةِ الباردةِ جدَّاً ، كذلكَ تكونُ السحبِ يعوقُ وصولَ أشعةِ الشمسِ بالقدرِ المناسبِ ولفتراتٍ مناسبةٍ ، لهذِه الاسبابِ يقتصرُ التوسعُ الاقتصادىُّ لاستخداماتِ الطاقةِ الشمسيةِ الايجابيةِ ولتوليدِ الكهرباءِ علىَ المناطقِ النائيةِ الِتى تستقبلُ قدراً كافياً منْ الطاقةِ الشمسيةِ فى جوٍ صحوٍ ، وأوضحُ الامثلةِ علىَ ذلكَ ما نراهُ بالفعلِ فى محطاتِ التقويةِ الارضيةِ للإرسالِ الاذاعىِّ والتليفزيونىِّ المقامةِ فى الصحراءِ ، وعلى قممِ الجبالِ بعيداً عن الشبكةِ الكهربائيةِ العامةِ .
هذا بالاضافةِ الي الاستخداماتِ السلبيةِ التقليديةِ مع إدخالِ بعضِ التحسيناتِ فى مصايدِ الطاقةِ الشمسيةِ لتسخينِ المياهِ وتحليةِ مياهِ البحرِ وتجفيفِ الخضرِ واللحومِ وغيرِ ذلكَ مما يفسحُ المجالَ امامَ المبتكِرينَ والمخترِعينَ أيضاً  .
  
  الإنسان ودوره في البيئة
يعتبر الإنسان أهم عامل حيوي في إحداث التغيير البيئي والإخلال الطبيعي البيولوجي، فمنذ وجوده وهو يتعامل مع مكونات البيئة، وكلما توالت الأعوام ازداد تحكماً وسلطاناً في البيئة، وخاصة بعد أن يسر له التقدم العلمي والتكنولوجي مزيداً من فرص إحداث التغير في البيئة وفقاً لازدياد حاجته إلى الغذاء والكساء.
وهكذا قطع الإنسان أشجار الغابات وحول أرضها إلى مزارع ومصانع ومساكن، وأفرط في استهلاك المراعي بالرعي المكثف، ولجأ إلى استخدام الأسمدة الكيمائية والمبيدات بمختلف أنواعها، وهذه كلها عوامل فعالة في الإخلال بتوازن النظم البيئية، ينعكس أثرها في نهاية المطاف على حياة الإنسان كما يتضح مما يلي:-
-          الغابات: الغابة نظام بيئي شديد الصلة بالإنسان، وتشمل الغابات ما يقرب 28% من القارات ولذلك فإن تدهورها أو إزالتها يحدث انعكاسات خطيرة في النظام البيئي وخصوصاً في التوازن المطلوب بين نسبتي الأكسجين وثاني أكسيد الكربون في الهواء.
-          المراعي: يؤدي الاستخدام السيئ للمراعي إلى تدهور النبات الطبيعي، الذي يرافقه تدهور في التربة والمناخ، فإذا تتابع التدهور تعرت التربة وأصبحت عرضة للانجراف.
-          النظم الزراعية والزراعة غير المتوازنة: قام الإنسان بتحويل الغابات الطبيعية إلى أراض زراعية فاستعاض عن النظم البيئية الطبيعية بأجهزة اصطناعية، واستعاض عن السلاسل الغذائية وعن العلاقات المتبادلة بين الكائنات والمواد المميزة للنظم البيئية بنمط آخر من العلاقات بين المحصول المزروع والبيئة المحيطة به، فاستخدم الأسمدة والمبيدات الحشرية للوصول إلى هذا الهدف، وأكبر خطأ ارتكبه الإنسان في تفهمه لاستثمار الأرض زراعياً هو اعتقاده بأنه يستطيع استبدال العلاقات الطبيعية المعقدة الموجودة بين العوامل البيئية النباتات بعوامل اصطناعية مبسطة، فعارض بذلك القوانين المنظمة للطبيعة، وهذا ما جعل النظم الزراعية مرهقة وسريعة العطب.
-          النباتات والحيوانات البرية: أدى تدهور الغطاء النباتي والصيد غير المنتظم إلى تعرض عدد كبير من النباتات والحيوانات البرية إلى الانقراض، فأخل بالتوازن البيئية.
 أثر التصنيع والتكنولوجيا الحديثة على البيئة
إن للتصنيع والتكنولوجيا الحديثة آثاراً سيئة في البيئة، فانطلاق الأبخرة والغازات وإلقاء النفايات أدى إلى اضطراب السلاسل الغذائية، وانعكس ذلك على الإنسان الذي أفسدت الصناعة بيئته وجعلتها في بعض الأحيان غير ملائمة لحياته كما يتضح مما يلي:-
-          تلويث المحيط المائي: إن للنظم البيئية المائية علاقات مباشرة وغير مباشرة بحياة الإنسان، فمياهها التي تتبخر تسقط في شكل أمطار ضرورية للحياة على اليابسة، ومدخراتها من المادة الحية النباتية والحيوانية تعتبر مدخرات غذائية للإنسانية جمعاء في المستقبل، كما أن ثرواتها المعدنية ذات أهمية بالغة.
-          تلوث الجو: تتعدد مصادر تلوث الجو، ويمكن القول أنها تشمل المصانع ووسائل النقل والانفجارات الذرية والفضلات المشعة، كما تتعدد هذه المصادر وتزداد أعدادها يوماً بعد يوم، ومن أمثلتها الكلور، أول ثاني أكسيد الكربون، ثاني أكسيد الكبريت، أكسيد النيتروجين، أملاح الحديد والزنك والرصاص وبعض المركبات العضوية والعناصر المشعة. وإذا زادت نسبة هذه الملوثات عن حد معين في الجو أصبح لها تأثيرات واضحة على الإنسان وعلى كائنات البيئة.
-          تلوث التربة: تتلوث التربة نتيجة استعمال المبيدات المتنوعة والأسمدة وإلقاء الفضلات الصناعية، وينعكس ذلك على الكائنات الحية في التربة، وبالتالي على خصوبتها وعلى النبات والحيوان، مما ينعكس أثره على الإنسان في نهاية المطاف.
 الإنسان في مواجهة التحديات البيئية
الإنسان أحد الكائنات الحية التي تعيش على الأرض، وهو يحتاج إلى أكسجين لتنفسه للقيام بعملياته الحيوية، وكما يحتاج إلى مورد مستمر من الطاقة التي يستخلصها من غذائه العضوي الذي لا يستطيع الحصول عليه إلا من كائنات حية أخرى نباتية وحيوانية، ويحتاج أيضاً إلى الماء الصالح للشرب لجزء هام يمكنه من الاتسمرار في الحياة.
وتعتمد استمرارية حياته بصورة واضحة على إيجاد حلول عاجلة للعديد من المشكلات البيئية الرئيسية التي من أبرزها مشكلات ثلاث يمكن تلخيصها فيما يلي:-
أ‌.        كيفية الوصول إلى مصادر كافية للغذاء لتوفير الطاقة لأعداده المتزايدة.
ب‌.     كيفية التخلص من حجم فضلاته المتزايدة وتحسين الوسائل التي يجب التوصل إليها للتخلص من نفاياته المتعددة، وخاصة النفايات غير القابلة للتحلل.
ت‌.     كيفية التوصل إلى المعدل المناسب للنمو السكاني، حتى يكون هناك توازن بين عدد السكان والوسط البيئي.
ومن الثابت أن مصير الإنسان، مرتبط بالتوازنات البيولوجية وبالسلاسل الغذائية التي تحتويها النظم البيئية، وأن أي إخلال بهذه التوازانات والسلاسل ينعكس مباشرة على حياة الإنسان ولهذا فإن نفع الإنسان يكمن في المحافظة على سلامة النظم البيئية التي يؤمن له حياة أفضل، ونذكر فيما يلي وسائل تحقيق ذلك:-
1.                الإدارة الجيدة للغابات: لكي تبقى الغابات على إنتاجيتها ومميزاتها.
2.                الإدارة الجيدة للمراعي: من الضروري المحافظة على المراعي الطبيعية ومنع تدهورها وبذلك يوضع نظام صالح لاستعمالاتها.
3.       الإدارة الجيدة للأراضي الزراعية: تستهدف الإدارة الحكيمة للأراضي الزراعية الحصول على أفضل عائد كما ونوعاً مع المحافظة على خصوبة التربة وعلى التوازنات البيولوجية الضرورية لسلامة النظم الزراعية، يمكن تحقيق ذل:
أ‌.        تعدد المحاصيل في دورة زراعية متوازنة.
ب‌.     تخصيب الأراضي الزراعية.
ت‌.     تحسين التربة بإضافة المادة العضوية.
ث‌.     مكافحة انجراف التربة.
4. مكافحة تلوث البيئة: نظراً لأهمية تلوث البيئة بالنسبة لكل إنسان فإن من الواجب تشجيع البحوث العلمية بمكافحة التلوث بشتى أشكاله.
5. التعاون البناء بين القائمين على المشروعات وعلماء البيئة: إن أي مشروع نقوم به يجب أن يأخذ بعين الاعتبار احترام الطبيعة، ولهذا يجب أن يدرس كل مشروع يستهدف استثمار البيئة بواسطة المختصين وفريق من الباحثين في الفروع الأساسية التي تهتم بدراسة البيئة الطبيعية، حتى يقرروا معاً  التغييرات المتوقع حدوثها عندما يتم المشروع، فيعملوا معاً على التخفيف من التأثيرات السلبية المحتملة، ويجب أن تظل الصلة بين المختصين والباحثين قائمة لمعالجة ما قد يظهر من مشكلات جديدة.
6. تنمية الوعي البيئي: تحتاج البشرية إلى أخلاق اجتماعية عصرية ترتبط باحترام البيئة، ولا يمكن أن نصل إلى هذه الأخلاق إلا بعد توعية حيوية توضح للإنسان مدى ارتباطه بالبيئة و تعلمه أ، حقوقه في البيئة يقابلها دائماً واجبات نحو البيئة، فليست هناك حقوق دون واجبات.
وأخيراً مما تقدم يتبين أن هناك علاقة اعتمادية داخلية بين الإنسان وبيئته فهو يتأثر ويؤثر عليها وعليه يبدو جلياً أن مصلحة الإنسان الفرد أو المجموعة تكمن في تواجده ضمن بيئة سليمة لكي يستمر في حياة صحية سليمة.


  
البيئة في فكر المغفور له الشيخ زايد [11]
الكثير من الكتاب والباحثين والمهتمين بالشأن البيئى في سياق السعي لابراز أهمية الجهود والانجازات البيئية التي تحققت في عهد الراحل الكبير الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، يعملون على تسجيل حقائق وقائع مسيرته التاريخية في تجسيد واقع ركائز منهج العلاقة المتوازنة مع مكونات البيئة، وتنفيذ الخطط والبرامج المدروسة للحفاظ على التوازن الطبيعي للأنظمة البيئية، وذلك يمثل خطوة جيدة ومطلوبة للتوثيق التاريخي، بيد أن ما هو مفيد وينبغي بحثه ومعرفته والسعي لفك رموزه، لماذا كل هذا الجهد الذي كرس فيه الشيخ الجليل حياته؟ وما هي العوامل أو القوة الفعلية التي أسهمت في دفع الشيخ الراحل لتسخير كل تلك الطاقات، ورصد ما يملك من إمكانات لتحقيق هذا التحول النوعي الذي نلمسه في مفاهيم القرار السياسي البيئي، وما يحيط به من خطط وبرامج ذات بعد استراتيجي موجه، لتفعيل مختلف اتجاهات الابداع القانوني والاداري في الشأن البيئي، ووضع المقاييس والمرتكزات العلمية والعملية لنهج ادارة التخطيط والمتابعة والرقابة البيئية؟
وينبغي لمعرفة ذلك إدراك حقائق التركيبة النفسية والمكون الثقافي والمنطلقات الفكرية والتوجهات الانسانية للشيخ الجليل، وذلك يتطلب البحث في عميق بحور رؤاه وأفكاره التي تمثل فلسفة خاصة ومذهباً فكرياً متميزاً يرتكز على جملة من المبادئ والقيم الحضارية الرصينة والمؤسسة، ذات المنطق الخاص والمتداخل ضمن نسيج المفاهيم الوطنية والمنطلقات الانسانية، التي يمثل الانسان محورها الرئيسي، وجوهرها الفعلي، وأن هدفها الأسمى تحقيق الرفاه والعدالة الاجتماعية، وارساء قواعد وركائز الامن الانساني.
ولتفكيك رموز ومكونات المدرسة الفكرية والمنهج الفلسفي للشيخ الراحل، ينبغي التعمق في جوهر مفردات مقولاته وأحاديثه في الشأن البيئي، وقد وجدنا لتحقيق ذلك تسليط الضوء على المحطات المهمة في الحديث المنشور في مجلة البيئة والتنمية في عدد نوفمبر/تشرين الثاني  ديسمبر/كانون الاول عام ،1997 الذي حدد فيه وبشكل عميق توجهاته الفكرية وفلسفته الخاصة في شأن العلاقة مع مكونات البيئة، ونهجه في العمل من أجل تحقيق المقومات اللازمة لإسعاد الإنسان وذلك ما يبرز في قوله الذي أشار فيه إلى أنه من طبيعة الانسان انه، يحب رؤية الاخضر بعينه، وإذا رأى الأرض جرداء قاحلة لا يكون مسروراً، هذه طبيعة البشر، فالانسان يعرف أن عيشه من الارض، ولباسه من الارض، وكسبه من الارض، وهو يحب ان يراها خضراء منتجة وعندما تدر عليه دخلاً تسره وتصبح تساوي حياته ويحبها، وإذا كانت لا تعطيه دخلاً فهو لا يحبها ويهاجر إلى أرض اخرى تدر عليه ويستفيد منها، كل محاولاتنا تهدف إلى أن يصبح للوطن قيمة عند أهله وزائريه، وفي سياق ذلك الاتجاه يشير “نحن عملنا ما نستطيع، في البداية ركزنا على رفعة الانسان وقدرته وعمله وثقافته ومعيشته ثم بدأنا نهتم بأمور أخرى كانت أقل إلحاحاً لرقي الانسان لكنه يحتاج إليها، مثل الحفاظ على الحياة البرية وإكثار الانواع المهددة بالانقراض، ويربط ذلك الجهد بالنهج الموجه والهادف لتحقيق سعادة الانسان وعلو شأنه، حيث يقول “إن ما قصدناه أولاً ان نعتني برفعة الانسان وعلمه وثقافته في وطن يشعر أنه يدر عليه، وليس فقط وطناً يعيش فيه، وطن يكفيه ويرضيه فلا يضطر للهجرة إلى أوطان أخرى يبحث فيها عن معيشته، قصدنا بناء وطن يرضى فيه الانسان ويرتاح، ويرى فيه ما يسره ويعلي شأنه”.
وللشيخ الجليل فلسفته الخاصة في شأن معادلة التوازن بين عملية التنمية والحفاظ على سلامة البيئة، وكذا نهج التوازن الطبيعي للنظام البيئي، وذلك ما يفهم من قوله إنه ليس هناك تناقض بين التحديث والتطوير والحفاظ على الطبيعة، ويشير في سياق ذلك إلى أنه “يجب ان تتوازن الطبيعة والخليقة من جديد، الخليقة التي من الطبيعة ومن المخلوق إذا توازنت اعتدل الميزان، وإذا لم تتوازن وتنسجم فلن يعتدل الميزان، ولو ازدهرت معيشة الانسان ولم تتنامى معيشة الحيوان وسلامة الطبيعة، يكون هناك قلة انصاف، وعلى الانسان القادر أن يعمل شيئاً واقعياً يحفظ حقوق الاثنين”.
كما ان للشيخ الراحل رؤاه وفلسفته في شأن المسؤولية البيئية وعما هو جارٍ من تدمير للبيئة العالمية ويتمحور ذلك في رأيه الذي يشير فيه إلى أن “الدول الصناعية التي لوثت بيئة العالم يجب ان تساعد الدول الفقيرة إلى أبعد الحدود، الفقير الذي يشتري ثلاجة تطلق غازات تضر بالبيئة ويقال له اتركها واشتر أخرى أغلى ثمنا ولا تؤذي البيئة، كيف يشتري وليس عنده شيء؟ من يعطيه ثمنها؟ وليس هناك فقير أو اثنان في العالم، هناك مئات الملايين من الفقراء، لا يجوز أن توضع عليهم غرامات لا يمكنهم دفعها”.
نحن في حاجة إلى قراءة متمعنة لتلك الرؤى والمنطلقات الفكرية، والعمل على الاستفادة منها في استراتيجيتنا الوطنية، البيئية والتعليمية والتربوية والخطط الدراسية، والالتزام بأن تكون مبادئها واتجاهاتها حاضرة عند اتخاذنا لقراراتنا البيئية، وبلورتها بشكل فعلي وواقعي في خططنا التنموية ومفاهيم علاقتنا بالمكونات البيئية وبمحيطنا البيئي، وذلك هو التوجه الصائب الذي من الطبيعي أن يكون لتخليد الراحل الكبير وتحقيق حلمه الانساني.


خاتمة وتوصيات

إن التأكيد على الجوانب والمفاهيم البيئية يعد أحد الركائز التي يجب أن يستند إليها القائمون على التخطيط وتطوير المناهج التعليمية، حيث تشهد البيئة تغيرات من صنع الانسان تؤدي الى دمار البيئة في كثير من الاحيان، ومن أمثلة هذه التغيرات المياه العادمة التي يتم التخلص منها دون معالجة سواء في الانهار أو البحار أو على اليابسة ،  كذلك إلقاء النفايات الصلبة المنزلية والصناعية دون الاهتمام بما قد تحدثه هذه النفايات من تلوث للتربة والمياه الجوفية،  كما أن مشكلات نقص الغذاء واستخدام المبيدات كثيرة في العالم،  وإنتشار الأوبئة والأمراض ومشكلة الطاقة واستنزاف الموارد وتلوث الهواء والضوضاء وتغير المناخ وارتفاع درجة حرارة الارض ما هي إلا أمثلة على ما يحدث من دمار في هذه الكون والسبب الرئيسي في كل هذا هو الانسان.
إن التربية البيئية بمفهومها العام تهدف الى:
 1. معرفة الافراد والجماعات لبيئتهم الطبيعية وما بها من أنظمة بيئية وكذلك المعرفة التامة للعلاقة بين مكونات البيئة الحية وغير الحية واعتماد كل منهما على الآخر.
 2. مساعدة الافراد والجماعات على إكتساب وعي بالبيئة الكلية، عن طريق توضيح المفاهيم البيئية وفهم العلاقة المتبادلة بين الانسان وبيئته الطبيعية مع تنمية فهمنا لمكونات البيئة وطرق صيانتها وحسن استغلالها عن طريق اكتساب المهارات في كيفية التعامل مع البيئة بشكل ايجابي.
 3. إبراز الاهمية الكبيرة للمصادر الطبيعية وإعتماد كافة النشاطات البشرية عليها منذ أن وجدالانسان على سطح الارض وحتى الوقت الحاضر لتوفير متطلبات حياته.
 4. إبراز الآثار السيئة لسوء استغلال المصادر الطبيعية وما يترتب على هذه النتائج من آثار اقتصادية واجتماعية تؤخذ بعين الاعتبار للعمل على تفاديها.
 5. تصحيح الاعتقاد السائد بأن المصادر الطبيعية دائمة، لا تنضب علما بأن المصادر الطبيعية منها الدائم والمتجدد والناضب.  واستبعاد فكرة أن العلم وحده يمكن أن يحل المشكلة مع أن المشكلة في حد ذاتها تكمن في الانسان نفسه واستنزافه لهذه المصادر بكل قسوة.
 6. توضيح ضرورة بل حتمية التعاون بين الافراد والمجتمعات عن طريق إيجاد وعي وطني بأهمية البيئة وبناء فلسفة متكاملة عند الافراد تتحكم في تصرفاتهم في مجال علاقتهم بمقومات البيئة والمحافظة عليها بالتعاون مع المجتمع الدولي عن طريق المنظمات العالمية والمؤتمرات الاقليمية والمحلية لحماية البيئة للإهتداء الى حلول دائمة وعملية لمشكلات البيئة الراهنة.
 7. التحليل العلمي الدقيق للتصرفات التي أدت الى الاخلال بالتوازن البيئي من خلال المشاكل البيئية المتعددة التي خلقها الانسان بتصرفاته، والتي تصدر دون وعي كالصيد المفرط للحيوانات البرية مما أدى الى إنقراض بعضها، وتعرية التربة عن طريق قطع الاشجار وحرق الغابات أو إزالتها.
 8. هذا الإخلال بالإتزان البيئي لا بدله من التعاون الدولي ووضع حد سريع له، وإلا استفحل الامر وأصبح من الخطورة بمكان على الحياة فوق سطح الارض.


المراجع :


4.          النجيجي، محمد (1976)، مرجع في التعليم البيئي لمراحل التعليم العام، جامعة الدول العربية، القاهرة، صفحة 9.
5.          اليسكو (1976)، مرجع في التعليم البيئي لمراحل العليم العام، جامعة الدول العربية، القاهرة.
6.    د.جاد اسحق، وآخرون (1992)، سلسلة دراسات الوعي البيئي، المجلد الثالث: الإنسان والتحديات البيئية، مطبعة الآباء الفرنسيسيين-القدس .
7.    د. جاد اسحق وآخرون (1993)،" سلسلة دراسات الوعي البيئي، المجلد الأول، مدخل الى البيئة الفلسطينية"، مؤسسة امرزيان، القدس.
8.    جمعية حماية الحياة البرية في فلسطين ، على الرابط : http://www.wildlife-pal.org/Environment.htm
9.    جميل على حمدى ،  المواردِ البيئيةِ الطبيعيةِ ، الموسوعة البيئية  ،  الهيئة العامة  المصرية للإستعلامات،رابط:http://www.sis.gov.eg
10.  دلاشة، احمد، وآخرون (1985)، التربية البيئية ودورها في مواجهة مشكلات البيئة في الوطن العربية، سلسة تقارير الوضع الراهن، رقم1، رام الله- الضفة الغربية .
11.    د. شبر ابراهيم الوداعي ، جريدة الخليج ، مؤسسة الخليج للصحافة والطباعة ، 25-2-2005 .
12.    فيدو ، موقع جودة الحياة العامة ، الشركة العربية للنشر الإلكتروني، 2003-2001
13.    صامد الاقتصادي (1993)، المشكلات البيئية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ترجمة سمر القطب، العدد 91.
14.    صامد الاقتصادي (1993)، "البيئة ومشكلاتها"، إعداد: رشيد الحمد ومحمد صباريني، العدد 91.






[1] - جمعية حماية الحياة البرية في فلسطين ، على الرابط : http://www.wildlife-pal.org/Environment.htm
[2] - دلاشة، احمد، وآخرون (1985)، التربية البيئية ودورها في مواجهة مشكلات البيئة في الوطن العربية، سلسة تقارير الوضع الراهن، رقم1، رام الله- الضفة الغربية .
[3] - د.جاد اسحق، وآخرون (1992)، سلسلة دراسات الوعي البيئي، المجلد الثالث: الإنسان والتحديات البيئية، مطبعة الآباء الفرنسيسيين-القدس .
[4] - فيدو ، موقع جودة الحياة العامة ، الشركة العربية للنشر الإلكتروني، 2003-2001
[5] - صامد الاقتصادي (1993)، المشكلات البيئية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ترجمة سمر القطب، العدد 91.
[6] - د. جاد اسحق وآخرون (1993)،" سلسلة دراسات الوعي البيئي، المجلد الأول، مدخل الى البيئة الفلسطينية"، مؤسسة امرزيان، القدس.
[7] - النجيجي، محمد (1976)، مرجع في التعليم البيئي لمراحل التعليم العام، جامعة الدول العربية، القاهرة، صفحة 9.
[8] - اليسكو (1976)، مرجع في التعليم البيئي لمراحل العليم العام، جامعة الدول العربية، القاهرة.
[9] - صامد الاقتصادي (1993)، "البيئة ومشكلاتها"، إعداد: رشيد الحمد ومحمد صباريني، العدد 91.
[10] - جميل على حمدى ،  المواردِ البيئيةِ الطبيعيةِ ، الموسوعة البيئية  ،  الهيئة العامة  المصرية للإستعلامات،رابط:http://www.sis.gov.eg
[11] - د. شبر ابراهيم الوداعي ، جريدة الخليج ، مؤسسة الخليج للصحافة والطباعة ، 25-2-2005 .

التعليقات



إتصل بنا

CopyRights

النجباء

2019