google.com, pub-7749502846098785, DIRECT, f08c47fec0942fa0
نشأة وكالات الأنباء و تطورها -->
النجباء النجباء
random
جاري التحميل ...
random

نشأة وكالات الأنباء و تطورها





نشأة وكالات الأنباء و تطورها




كانت مظاهر الصحافة الأوروبية الأولى في العصور الوسطى في شكل رسائل إخبارية منسوخة تروى أخبار الملوك و الحاشية و النبلاء و كانت إحدى أهم وظائف هذه الرسائل إذاعة أنباء الحروب المختلفة و خاصة حرب المائة سنة نشبت سنة 1337 بين الانجليز و الفرنسيين. و قد كان النصر الانجليزي 1340 ذا أهمية كبرى أول نصر يجري في التاريخ الانجليزي. و قد أمن هذا الانتصار الطريق التجاري بين انجلترا و بلجيكا حيث كانت مصانع الصرف هي السوق الكبرى الأهم صادرات انجلترا في العصور الوسطى و هم الصوف الخام.
و كانت وظيفة هذه الرسائل المنسوخة أن تعلن للجمهور أنباء هذه الانتصارات المختلفة، و إذا عرفنا أن أهم من اهتم بأخبار هذه الرسائل أولا تجار الصوف لخوفهم على سيطرة فرنسا على بلجيكا و هي السوق الهامة و كذلك الملوك الذين اعتبروها رسائل ملكية تحتكرها الحكومة تحت سيطرة التاج فإننا نستطيع القول أن البذور الاولى للصحافة الإخبارية كانت تتناول موضوعات السياسة و الاقتصاد و الحرب. أما إذا أتينا إلى تحليل سر احتكار الحكومة لهذه الرسائل فحتى تكون تحت الملك سلطة الإعلام و حق التصرف فيما ينبغي أن يعرفه الناس و مالا ينبغي أن يعرفوه، و لعل هذا أشبه بما يحدث من رقابة على الصحافة الحديثة في أوقات الحروب. و رغم أن بعض الملوك كان يشددون على ضرورة أن تكون هذه الرسائل الإخبارية مشمولة بالرعاية الملكية فإن بعض الكتاب كانوا يقومون بإعداد الرسائل خفية و لكن هذا الطريق غير المشروع كان مليئا بالأشواك بأنه جلب إليه غضب الملوك حتى عقب نهاية الحروب. ففي عهد الملك "هنري الثامن" (1509-1547) مثلا صدر أمر ملكي بتحريم رسائل إخبارية تروي انتصارات الملك في اسكتلندا وجاء الملكي أيضا أن الرسائل التي صدرت دوت إذن من الملك لابد أن تجمع و تحرق في مدة أقصاها 24 ساعة و إلا تعرض أصحابها لعقوبة السجن و لم يسمح لأفراد الشعب الانجليزي بنشر الرسائل الإخبارية بصفة رسمية إلا في نهاية عهد جيمس الأول في أوائل القرن السابع عشر.
و في عهد الملكة إليزابيث (1558-1603) و هو أزهي عصور التاريخ الانجليزي حيث ظهرت فيه عبقرية شكسبير الأدبية و فلسفة "بيكون" العالمية، كما حققت فيه الآلة الانجليزية الحربية انتصارات عديدة على جبهات مختلفة لعل أهمها تدمير الأسطول الاسباني المعروف بالأرمادا في جويلية من عام 1558. و توسعت فيه التجارة الانجليزية في القارتين الأوروبية و الأمريكية و حتى الآسيوية، نجد أن الرسائل الإخبارية قد أصبحت مهنة مستقلة قائمة بنفسها لتسجيل الأبعاد الانجليزية و الانتصارات الحربية.
وظلت الرسائل الإخبارية المنسوخة أهم وسائل الإعلام الأوروبية في القرون الوسطى و كانت مدينة البندقية تعج بالمكاتب الإخبارية التي يشرف عليها كتاب الأخبار (المجنرون) كما انتشر هذا النشاط الإخباري في سائر العواصم الأوروبية، و كان كاتب الأخبار يستأجر العبيد أو يشتريهم و يملي عليهم ما جمعه من أخبار ليدونوها و يعدوها للبيع و التوزيع على المشتركين.
كما تجدر الإشارة هنا إلى أن الأخوة " فوجرز" كانوا من أشهر المخبرين جميعا الذين اتخذوا من مدينة أوغاسبرغ مقرا لهم. و كنت لهم مكاتب إخبارية فرعية في لندن و باريس و غيرها من العواصم لأوروبية و مدنها الكبرى. و كان هؤلاء الأخوان متخصصين في أعمال المصارف فنشروا إلى جانب الأخبار السياسية و الحربية و الاجتماعية أخبارا تجارية و مالية ذات قيمة كبيرة للتجارة و لرجال المال. و الحق أن جهود إخوان " فوجرز" في القرن السادس عشر ينم عن جرأة بالغة و دقة قائمة حتى أصبحت رسائلهم من الأمس الجوهرية التي لا يستغنى عنها رجال السياسة و الحكم و المال و لا يزال بعض هذه الرسائل المنسوخة الهامة محفوظا بالمكتبة القومية في فيينا. و هكذا نرى أن المكاتب الإخبارية الأولى التي ظاهرت في القرون الوسطى لخدمة الطبقة البورجوازية التجارية و تزويدها بالأخبار الاقتصادية و المالية، و كذلك مد الطبقة الحاكمة بالمعلومات السياسية و الحكومية و العسكرية. و كانت في حقيقة الأمر بمثابة وكالات أنباء على نطاق ضيق و لكنه خطير و لا يبدو غريبا أن يستمر نشاط الرسائل المنسوخة حق مصالح القرن الثامن عشر. أي بعد اختراع الطباعة بثلاث قرون إذا عرفنا أن هذه الرسائل كانت تسد فراغا كبيرا لا يمكن أن تسده الصحف المطبوعة، و ذلك لأن القيود الحكومية و الرقابة الصحفية و قوانين النشر المختلفة كانت تنصب على المطبوعات فقط. مما جعل لهذه الرسائل المنسوخة أهمية كبيرة و خاصة عندما تكون الحكومة شديدة في رقابتها أو عندما تصادر المطبوعات أو تعطلها.

• البريد و تقدم رسائل النقل: 
لقد كان لإنشاء الخدمات البريدية في القرن الخامس عشر دور كبير في رواج الرسائل الإخبارية المنسوخة لم تكن ذات صبغة شعبية كما يتوهم الكثيرون حيث كانت مقتصرة فقط على طبقة يعينها من رجال البلاد و السياسة و أثرياء التجار، و ذاك لعديد الأسباب نذكر منها : ارتفاع قيمة الاشتراك فيها التي تصل إلى خمسة جنيهات سنويا و هو 100 جنيه حديثا، و كذلك لقلة عدد ما ينتج منها نظرا لصعوبة عملية النسخ و بطئها. و مع أن نشأة الخدمات البريدية كان نعمة على الصحافة إلا أنها كانت في نفس الوقت نقمة أيضا، فقد استغل مسؤولوا البريد مراكزهم و اعتبروا الأخبار الخارجية احتكارا لهم، يتصرفون فيها كيفما شاءوا و يثرون من تجارتها. و ذلك عن طريق اشتراكات سنوية مع الصحف نظير ترجمة ملخصة الصحف الواردة من الخارج بل الأبعد من ذلك تلقيهم للرشاوى مقابل تفضيلهم لصحف دون غيرها في منحها أولوية تسلم الأخبار. و في محاولة فيه للقضاء على هذه الظاهرة قام رئيس تحرير جريدة " التيمس" الانجليزية جون والتر بتعيين مراسلين لصحيفة في الخارج و كان يشترك في النشرة المترجمة فقط من أجل المراجعة، غير أن رجال البريد لم يرقهم الأم و امتدت أيديهم إلى الإستلاء على الرسائل الواردة للتيمس و عمد تأخير وصولها للجريدة مما دفع هذه الأخيرة إلى الدخول في صراع قضائي مع هدم المصالح مطولا.
و لم يختلف الأمر كثيرا في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث ارتبطت الصحف ارتباطا وثيقا بالبريد حيث صدرت أول صحيفة في 25 سبتمبر 1690 و هي " الوقائع العامة الخارجية و المحلية " و لكنها صدرت بعد واحد ، لأنها طبعت دون أدنى علم أو موافقة من السلطة و عندما قام مدير البريد في بوسطن بإصدار صحيفة بوسطن ينوماوالتر في 24 أفريل 1704 استمرت 72 عام و كانت تسمى أخبارها من الصحف البريطانية الواردة مع السفن وقد وضع " وليم بروكر" فكرة جديدة و هي عودة ملكية الصحيفة إلى من يشتغل منصب مدير البريد رغما عن أنف العديدين.
و مع ذلك فمملا شك فيه أن انتظام الخدمات البريدية كان سببا مباشرا في تطور الصحافة الإخبارية وسعة انتشارها، و قد كانت مواعيد صدور الصحف تتفق مع مواعيد توزيع البريد و يلاحظ أن بسبب انتشار الصحف الصادرة ثلاث مرات أسبوعيا راجع إلى أن الخدمات البريدية كانت ثلاث مرات في الأسبوع. و لم يكن من الميسور إصدار الصحافة اليومية لولا تقدم الخدمات البريدية. و قد كانت بعض الصحف تحمل اسم البريد الطائر الرسول الأسبوعي، البريد المسائي، البريد الليلي و غيرها. كما أن ظهور الصحافة المسائية و الصحافة الإقليمية يرجع أيضا إلى تطور الخدمات البريدية.
على أن تقدم الخدمات البريدية مرهون بتقدم وسائل و طرق المواصلات مما يسر توزيع الصحف بسرعة و انتظام، فبدأ من نقل الصحف و الكتب على ظهور الدواب كما كان يحدث في العصور الوسطى، تحت الطرق و تيسرت المركبات التي تجرها الخيول السريعة، لم جاءت البواخر و السكك الحديدية و السيارات فأحدثت ثروة في الاتصال، و دخلت الصحافة طورا جديدا، اعتمدت فيه على الأخبار الحديثة السريعة و أصبح السبق الصحفي من أهم معايير الصحافة الناجحة، و عندما بلغت المجتمعات تحضرها، اعترفت بقيمة الصحافة و دورها في النقد و ضرورتها للديمقراطية و منحت الصحفيين حقوقا و امتيازات لتسهيل الحصول على الأخبار، فكان ذلك تأكيدا لحق الانسان في المعرفة. و قد تطورت الخدمات الصحفية في النص الأول من القرن التاسع عر لدرجة أنها أصبحت تتفوق على الخدمات الحكومية، فوكالة رويترز البريطانية مثلا كانت تحصل على المعلومات و الأخبار قبل أن تحصل عليها الحكومة و جريدة "جورنال أوف كمرس" الأمريكية كانت تسبق الحكومة الأمريكية في معرفة الأنباء و نقلها بين بوسطن و نيويورك عبر مسافة طويلة تحتاج إلى 20 ساعة في ذلك الزمان.
ومن ناحية أخرى تفتقت أذهان الصحفيين عن جيل عديدة لتتغلب على عقبات المسافات البعيدة ففي سنة 1837 نجد أن الصحفي الأمريكي " كريج" قد نظم أسرابا في الحمام يزيد عددها عن الخمسمائة لنقل الرسائل بين عديد المدن الأمريكية و قد كانت وكالات الأنباء في أولى عهودها تستخدم مثل هذه الطريقة.

  بداية عصر الاتصال الإلكتروني
بدأت الجذور الأولى لمعالم عصر الاتصال الالكتروني خلال القرن التاسع عشر، و اكتمل نموه في النص الثاني من القرن العشرين، فقد شهد القرن التاسع عشر ظهور عدد كبير من وسائل الاتصال استجابة لعلاج بعض المشكلات العالقة عن الثروة الصناعية حيث برزت الحاجة إلى استكشاف أساليب سريعة لتبادل المعلومات التجارية و بالتالي أصبحت الأساليب التقليدية للاتصال لا تلبي التطورات الضخمة التي يشهدها المجتمع الصناعي ... و كانت وكالات الأنباء في مقدمة وسائل الاتصال استخداما لكل تلك المخترعات الحديثة و أكثرها استفادة منها. مع أن تلك المبتكرات لم توجد في الأصل لها بالدرجة الأولى و غنما تمت (الخدمة) بمواجهة التطور الصناعي و فتح الأسواق الجديدة لتبدل المعلومات. فلقد بذلت محاولات عديدة لاستغلال ظاهرة الكهرباء بعد اكتشافها، و ظهور العديد من المخترعات الجديدة نتيجة استغلال الطاقة الكهربائية.

• التلغراف و التلفون: 
ففي عام 1824 اكتشف العالم الانجليزي ( وليم تسرجون) الموجات الكهرومغناطيسية. ثم جاء اختراع التلغراف سنة 1837 بفضل الأمريكي صمويل مورس فكان بمثابة ثورة في عالم الاتصال غيرت وجه الفن الصحفي و جعلت تطور وكالات الأنباء حقيقة مؤكدة. و ما لبث كبر الصحفيين أن أدركوا خطورة التلغراف و أثره على نقل الأخبار. فيقول جيمس جوردون يثبت في مقال له نشر سنة 1844.بصحيفة نيويورك هيرالد " إن نقل الأخبار بالتلغراف سوف يوقظ الجماهير و يجعلها أكثر اهتماما بالمسائل العامة و سوف يصبح لمفكرين و الفلاسفة و المثقفين و الصحفيين جماهير أكثر عددا أشد إثارة أعمق تكبيرا من أي وقت مضى" و لا شك في أن نقل الأخبار بطريقة تلغي عامل الزمن قد خلق ثورة في نفوس الصحفيين و الجماهير على السواء، و شتان بين قارئ الأمس الذي كان يعتمد على البريد البطيء أين تلقي معلوماته و قارئ اليوم الذي لا يستطيع أن ينتظر أكثر من بضع ثوان لتوافيه الإذاعات و أجهزة التليفزيون بآخر الأخبار المصورة، بل غنه يعيش الأحداث لحظة وقوعها و ذلك بفضل التقدم المذهل في وسائل الاتصال.
و لم يكد يبدأ استخدام التلغراف في انجلترا سنة 1845، حتى بدأت الأسلاك تمتد بين سائر المدن، و قد ارتبطت فرنسا بانجلترا تلغرافيا سنة 1851 عن طريق خط من الأسلاك الممتدة تحت سطح البحر. و ما وافت سنة 1852 حتى كان طول الخطوط التلغرافية في الولايات المتحدة الأمريكية 16735 ميلا ارتفعت إلى 50000 ميل سنة 1860 ووصلت 110767 ميلا سنة 1880.
و في سنة 1858 ارتبطت أوروبا بأمريكا عن طريق خط من الأسلاك الممتدة تحت مياه المحيط الأطلسي غير أن هذا الخط قد انقطع عن العمل بعد فترة. و قد كانت أول برقية أذيعت عليه برسالة تهنئة من الملكة فيكتوريا إلى الرئيس الأمريكي بوكنان الذي لم يصدق الأمر و ظنه مجرد خدعة غير أنه رد عليها لم تأكد من حقيقته. و قد أعيد هذا الخط العابر للمحيط الأطلسي في سنة 1866 و استخدم في الصحافة على نطاق واسع. ومع حلول العقد السابع من القرن التاسع عشر تم الاتصال برا و بحرا بين بريطانيا و الهند و اليابان و عديد المناطق الأخرى في العالم. و في سنة 1875 اخترع "ألكسندر غراهام بيل" التلفون لنقل الصوت إلى مسافات بعيدة تستخدم نفس تكنولوجيا التلغراف أي سريان التيار الكهربائي في الأسلاك النحاسية، فكانت هذه بمثابة دفعة قوية و قفزة رائعة للفن الصحفي بوجه عام و لنقل الأخبار عن طريق الوكالات بوجه خاص و منذ سنة 1928أصبح التلفون عاملا هاما و رئيسيا في نقل الأخبار عبر المسافات الطويلة عن طريق دوائر تربط القارات سلكيا و لاسلكيا. و أصبحت المدة البعيدة تتصل ببعضها البعض في دقائق معدودات بعدما كان الاتصال بينها يستغرق شهورا أ سنوات، خاصة بعد أن امتدت خطها المواصلات عبر المحيط الهادي.

• الراديو ووكالات الأنباء:
 
يعتبر اختراع الراديو أخطر ثورة في تاريخ الاتصال بين القارات، و قد انعكس أثره بشكل واضح على الوكالات، و يرجع اختراع الراديو إلى عالم اللاسلكي الإيطالي " جوجليلمو ماركوني " الذي تمكن سنة 1896 من استخدام هذه الوسيلة اللاسلكية للاتصال لأول مرة في التاريخ و انتقال الصوت إلى مسافات بعيدة بدون استخدام الأسلاك و سجل ماركوني اختراعه في بريطانيا سنة 1896 و قد تطوره آخرون من بعده حتى تمكن أحدهم سنة 1906 من بث رسائل لاسلكية مختصرة إلى السفن في البحار مصحوبة بعض القطع الموسيقية مع التهنئة بحلول العيد. و قد استخدم التلفون اللاسلكي في أول الأمر بطرية بدائية جدا إلا أنه أخذ في التطور حتى أصبح حقيقة واقعة عمليا مع بداية 1900 عندما أمكن صنع جهاز إرسال تلفوني اللاسلكي. كما أمكن بناء أول محطة إذاعة قرب نيويورك ليلة عيد الميلاد سنة 1906 رغم بعض النقائص المسجلة عليها. و كان نشوب الحرب العالمية الأولى سببا في تعطيل تقدم الإذاعة إلى حد كبير فقد قامت الحكومات بالسيطرة على جميع المحطات اللاسلكية، كما منعت محطات الهواة و لم يتعد تقدم الإذاعة خلال هذه الفترة المجال الحربي و عندما قطعت خطوط التلغراف و التلفون أصبح من الضروري استخدام وسيلة تبادلية عن طريق الراديو و لا شك أن تطور الراديو يرتبط ارتباطا وثيقا بعمليات جمع الأخبار و توزيعها، فقد أصبح من الممكن للصحفيين أن يتصلوا بوكالات الأنباء مهما بعدت المسافات و في نفس الوقت يستطيع الإرسال الإذاعي أن يبث النشرات الإخبارية عدة مرات في اليوم الواحد فضلا عن استخدام سيارات اللاسلكي لتغطية الأخبار و نقل الصور من مواقع الأحداث فور وقوعها.بل إن وكالات الأنباء تقدم خدماتها على شرائط مثقبة تغذى في آلات جمع الحروف لتتم عمليات الطابع مباشرة.

• التلكس و الفاكسميلي: 
كذلك اعتمد التقدم الحديث في وسائل الاتصال الالكترونية في وكالات الأنباء على استخدام جهاز التلكس Telex أو (المبرقة الكاتبة المباشرة) وهو عبارة عن وسيلة للتخاطب يغير صوت و يتم ذلك بالكتابة و هو عبارة عن جهاز إرسال و استقبال في نفس الوقت. و أول تلكس ظاهر في العالم كان سنة 1922 بألمانيا الغربية و دخلت هذه الخدمة إلى مصر في أفريل 1969.
كما اعتمد التقدم لحديث في وسائل الاتصال الالكترونية في وكالات الأنباء على استخدام جهاز الفاكسميلي و الذي يطلق عليه أيضا جهاز الإرسال عن بعد اجو جهاز النسخ عن بعد أو جهاز إرسال النصوص اللاسلكية. وهذا الجهاز يمكن من إرسال الصور الواضحة بكافة أشكالها، بالإضافة إلى إرسال النصوص المكتوبة أيضا عبر الدول و القارات بواسطة جهاز مماثل في مكان آخر و قد أحدث هذا الجهاز طفرة كبيرة في نقل الأخبار و الصور في دقة و سرعة، بالإضافة إلى عامل السرية لما ينفرد به المراسلون من أخبار و التي كانت عرضة للتسرب عبر وسائل الاتصال القديمة. وقد تطور نظام الفاكسيميلي حيث يزود بجهاز كمبيوتر ضاعف من قدرات الجهاز الذي أصبح في إمكانه إرسال و استقبال أكثر من خمسين صفحة في وقت واحد، و هذه الخدمة متوفرة في المجتمعات المتقدمة و النامية على السواء. وقد بدأ الاستخدام الفعلي لهذه الأنظمة المتقدمة في نقل الأخبار منذ عام 1976 حينما استخدمتها وكالة اليونايتد برس أنترناشيونال الأمريكية لتغطية أولمبياد مونتريال و كذلك لتغطية الرئاسة الأمريكية في نفس العام. وانتقل استخدام هذا النظام هذا النظام في نقل الأخبار من وكالة الأنباء العالمية إلى الصحف الكبرى في العالم، لإصدار طبعات دولية من عواصم مختلفة عن طريق نقل صفحاتها كاملة بواسطة نظام إرسال النصوص اللاسلكية.

المبحث الأول : فتوحات علمية و تكنولوجية الاتصالات
في أواخر القرن العشرين بدأت وكالات الأنباء في استخدام ما استحدث من فتوحات علمية تكنولوجية في مجال الاتصالات السلكية و اللاسلكية، و الحاسبات الالكترونية و الأقمار الصناعية. و أجهزة الكمبيوتر و شبكة الإنترنيت، لتزويد عملائها بالأخبار فور وقوعها طوال ساعات الليل و النهار، وقد أصبح استخدام تكنولوجيا الاتصال و المعلومات هو مصدر القوة الأساسي لوكالات الأنباء و سندها الرئيس للبقاء و و المنافسة في عصر المعلومات.

• الحاسبات الالكترونية: وقد ظهرت في النصف الثاني من القرن العشرين، تكنولوجيا الحاسبات الالكترونية ، التي نحلت مجال معالجة المعلومات كضرورة بعد ثورة انفجار المعلومات و تزايد حجمها، و قد مرت الحاسبات الالكترونية خلال تطورها بخمسة أجيال: حيث ظهر الجيل الأول في الأربعينيات من القرن العشرين، و كذلك حاسب الالكتروني عام 1946 من خلال العلماء جون موشلي واكيارت جولد شياني وهم الحاسب
EMIAC. ثم أسس " جون مرشلي وايكارت " شركة لإنتاج أول حاسب تجاري للسوق المحلي اسمه 

(
Univac) و المصطلح هو اختصار الاسم الكامل Universal Automatic computer و قد ظهر في السوق المحلي عام 1951. ثم ظهر الجيل الثاني من الحاسبات الالكترونية في نهاية الخمسينات من القرن العشرين و بالضبط في العام 1958. أما الجيل الثالث فكان في بداية السبعينات ( 1963) و ظهر الجيل الرابع خلال عقد السبعينات بعد أن تطورت الدوائر الالكترونية المتكاملة بسرعة كبيرة. . و ظهر الجيل الخامس في بداية الثمانينات مع جيل الحاسبات الصغيرة جدا (Micno Computer) و التي يطلق عليها اسم الحاسبات الشخصية) (Personal Computer و هي تتمتع بصغر الحجم و سهولة التشغيل و الربط و الاستخدام من خلال وسائل الاتصال العادية قبل التلفون المنماوالي. كما يوجد أيضا الحاسب الصغير أو المتوسط وهو ( Min Computer) و هم أكبر حجما من الحاسب الشخصي و يوجد كذلك الحاسب الضخم ( Mainframe computer) و هو أوسع من الحاسب المتوسط حيث يمكنه أن يتلقى ملايين التعليمات في الثانية الواحدة و يوجد كذلك الحاسب العملاق ( Super Computer) و يعتبر من أكبر أنواع الحاسبات حجما و أسرعها أداء و تكلفة و له سرعة تشغيل عالية جدا.

• الأقمار الصناعية: تعتمد وكالات الأنباء المعاصرة في عملها حاليا على الاتصالات الفورية عبر القارات و المسافات البعيدة، عن طريق تكنولوجيا الأقمار الاصطناعية، فقد كان ارتياد الفضاء حلما يراود الانسان....و في يوم 04 أكتوبر 1957م يحول هذا الحلم إلى حقيقة حين تمكن الاتحاد السوفياتي في إطلاق أول قمر صناعي يسمى
Sputnik و كان ذلك إيذانا بدأ ثورة اتصالية.و أصبح استعمال هذه الأقمار في الاتصال و تطور الحاسبات الالكترونية في أبرز سمات عصر المعلومات.

و تم إنشاء المنظمة الدولية للاتصالات الفضائية، و تطوير الاتصالات (
Intelsat) هي عبارة عن جهود دولية مشتركة للسيطرة على الاتصالات الفضائية، و تطوير الاتصالات الدولية، و قد تأسست هذه المنظمة بعد اتفاقيتين دوليتين من جانب أربع عشرة دولة زادت بعد ذلك إلى 54 دولة. و قد طالعت هذه المنظمة القمر الصناعي Early Bisd في 1965 كأول قمر صناعي مداري تطلعه منظمة إنتلسات، ثم تبعه سلسلة من الأقمار الصناعية التي تدور حول الكرة الأرضية بشكل متزامن . 

و في عام 1967 تم إطلاق الجيل الثاني من أقمار إنتلسات (
Interlsat II) فوق المحيطين الهادي و الأطلنطي. و قد حقق هذا الجيل الثاني إمكانية الاتصال الفوري بحوالي ثلثي الكرة الأرضية. ثم بدأ الجيل الثالث من أقمار إنتسات بين عام 1968/1970 و كان موقعه فوق المحيط الأطلنطي الهندي. و أتاح الاتصال الدولي بكل الكرة الأرضية و ظهر الجيل الرابع من أقمار إنتلسات بين عامي 1981 و 1983 و أضاف تكنولوجيا جديدة يطلق عليها اسم (Beam Seporation) و هي تعني زيادة مقدرة أقمار الاتصال على نقل المعلومات من الأقمار الصناعية و إليها و قد تم إطلاق الجيل الخامس الأكثر تطورا من الأقمار الإنتلسات خلال الثمانينات من القرن العشرين و قد أتاحت سلسلة أقمار إنتلسات اتصالات دولية واسعة النطاق، ليس في مجال التلفزيون فقط، و إنما امتدت لتشمل نقل بيانات الحاسب الالكتروني و الاتصالات الهاتفية و الراديو و استخدامات عديدة أخرى. كما يحقق مزايا كثيرة مثل اجتياز العوائق الطبيعية و تحقيق الاتصال الفوري عبر المسافات الشاسعة و توصيل الاتصال إلى عدة مناطق في وقت واحد و تبادل المعلومات الرسائل الإعلامية.

و إلى جانب الاتصال الدولي عبر أقمار إنتلسات، توجد أيضا أقمار صناعية أخرى تعمل على مستوى إقليمي، مثل القمر الصناعي العربي الذي تم إطلاقه من عام 1885 و كذلك أقمار إقليمية أخرى في كندا و الهند و فرنسا و غيرها كما توجد في الولايات المتحدة الأمريكية مجموعة من الأقمار الصناعية تغطي جميع أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية.

• شبكة الحاسبات العالمية (إنترنيت): يحمل المستقبل القريب إمكانيات غير محدودة لنمو تكنولوجيا الاتصال و المعلومات التي تستخدمها وكالات الأنباء المعاصرة، و يؤكد ذلك أن ما نعيشه حاليا مع التقدم الهائل ( لوكالات الأنباء) في شبكة الحاسبات العالمية أو شبكة الشبكات
Internet فلقد أدى الاندماج بين ثورتي المعلومات و الاتصال، الذي تمثل في التزاوج بين تكنولوجيا الحاسب الآلي و تكنولوجيا الأقمار الصناعية إلى تدقق الملايين من الأخبار و المعلومات و الصور و الآراء عبر الدول و القارات و المحيطات بطريقة فورية مكتوبة و مسموعة و مرئية. و تتقدم العلم أصبح العالم بمثابة قرية الكترونية لمختلف المعارف. و قد انبعث عن ثورتي الاتصال و المعلومات وسيلة إعلام جديدة هي الانترنيت التي وضعت العالم بعلمه و فنه و حضارته و أفكاره و معلوماته بين يدي الانسان بأقل تكلفة و دون مشقة. كما تحقق بفضلها و لأول مرة في تاريخ الإعلام الجماهيري ما يسمى بالإعلام التفاعلي.
و الانترنيت يطلق عليها اسم ( شبكة الحاسبات العالمية) أو ( الطريق السريع الالكتروني) أو (الطريق السريع للمعلومات) أو ( الطريق السريع للمعلوماتية) و كلها مسميات تتردد للتعبير عن تقنيات حديثة ترتبط يتقارب أنظمة الاتصالات و الإعلام و المعلوماتية، و توفير سرعة التوصيل لضامنيها من أي مكان في العالم و إلى أي مكان آخر. و مع التقارب الشديد الذي يزيد عن تجميع تقنيات الحاسب الآلي ( الكمبيوتر) و الصوت الصورة في التلفزيون، و الاتصالات بكافة أنواعها، فإن الطريق السريع الالكتروني للمعلوماتية و الإعلام و الاتصالات بكافة أنواعها يلغي المسافات مهما امتدت، و تجعل العالم قرية الكترونية لمختلف المعارف و يطلق عليها حاليا ( قيصر التكنولوجيا). و تسمى أيضا
( شبكة الشبكات) لأن ما تتصل عليها هي شبكات كبرى دولية تتكون من شبكات أصغر، و هذه تتكون أيضا من شبكات أصغر و هكذا حتى تصل إلى الوحدة الأصغر على الشبكة و الشبكة الدولية انترنيت ببساطة تربط بين مستخدمي الملايين من أجهزة الحاسبات الآلية المختلفة في جميع أنحاء العالم وفقا لبروتوكول اتصال معين. و من خلالها يتم تبادل المعلومات الكتابية و بالصوت و الصورة بأقل التكاليف و بأيسر السبل و أسرعها، فالشخص يستطيع وهو جالس إلى جهازه أن يتجول في أنحاء العالم بحثا عن معلوماته بعينها، أو موضوع بذاته، فيقرأ أو يسمع و يشاهد كل ما قيل أو كتب أو درس في هذا الموضوع، من أقصى الكرة الأرضية إلى أدناها و في فترة زمنية محدودة للغاية دون أن يشعر بالعدد الرهيب من الاتصالات لتي تحدث أثناء تبادل المعلومات من خلال جهازه أو الطرف الذي يجلس عليه. و هذه الأجهزة تتباين في القدرة، الحجم و النوع، من أجهزة عملاقة إلى أجهزة شخصية، و بالرغم من هذا الاختلاف فإن ذلك لم يفسد عملية الاتصال و الاستخدام بين هذه الأجهزة بعضها البعض، و لم يؤثر كذلك على الشبكة إنما تتحول عند الإرسال إلى شكل قياسي فيما يسمى بعملية تشفير خاصة (
Encoding). و عند الاستقبال يتم فك هذه الشفرة، و تحويل الشكل القياسي إلى الشكل المناسب بمعلية عكسية تسمى فك الشفرة ( Decoding) و يستطيع أي حاسب على الأرض أن يتصل بموقع يبعد عنه آلات الأميال، و يحصل منه على بيانات أو معلومات أيا كان نوعها، مضية أو صوتية أو رسومية أو مرئية، و يرسل إليه أيضا و ذلك خلال ثوان محدودة، و بذلك أصبحت كل الأجهزة المتصلة الشبكة الدولية انترنيت، و كأنها تشكل أكبر موسوعة عرفها البشر، لأنها تحتفظ بأكبر قدر من المعلومات في كل المجالات، و تتيحها لأي جهاز على الشبكة.


المبحث الثاني : وكالات الأنباء و طبيعة عملهالقد أدرك الصحفيون قيمة الأخبار التي كانت تنقل عن طريق التلغراف و التلفون لسد احتياجات الطبقة القارئة الجديدة التي اتسعت اتساعا ضخما بانتشار الصحافة زهيدة الثمن، و هكذا أصبحت الأخبار هي السلعة الرئيسية التي تبيعها الصحف للقراء، و لكنها سلعة غالية الثمن، باهظة التكاليف، و من هنا نشأت ضرورة التعاون بين الصحف لمواجهة هذه النفقات بطريقة تعاونية، و هو الأساس الذي يثبت عليه فكرة وكالة الأنباء الحديثة، و أصبحت مهمة وكالات الأنباء هي تمثيل الصحف أو العمل بالنيابة عنها في أكبر عدد ممكن من المدن و العواصم لمراقبة الأحداث و جمع الأخبار من معظم أنحاء العالم و نقلها إلى الصحف المشتركة في نشراتها فجمع الأخبار و نقلها تكلف الملايين. و لا يمكن تغطية هذه النفقات إلا بتعدد المشتركين من الصحف و المجلات و إذاعات و هيئات مختلفة.و تقوم الوكالة بتغطية الأخبار الأساسية و الحقائق الرئيسية و تبيعها للصحف و الهيئات الإعلامية التي تقوم بتحريرها و إخراجها على النحو الذي يتفق مع سياستها، فما أشبه وكالة الأنباء بالمطاحن التي تنتج الدقيق و تبيعه لتاجر التجزئة و هي الصحيفة و الإذاعة. و هذه الأخيرة تقوم بتحويل هذا الدقيق إلى فطائر و حلوة وفقا لاحتياجات مستهلكيها القراء. و فضلا عن الأخبار تقوم الوكالات بإعداد الصور و التحقيقات و المقالات، كما توجد وكالات الأنباء متخصصة في موضوعات معينة كالعلوم أو الذين مثلا. فوكالة الأنباء اتخذت اسمها من طبيعة عملها كوكيل أو ممثل للصحف، و هو بمثابة جمعية تعاونية تشترك فيها الصحف لجمع الأخبار، لأن كل صحيفة بمفردها لا تستطيع أن تقوم بهذا العمل، و لابد من المشاركة في النفقات كما أنه لا يمكننا أن ننكر أن نقل الأحداث في المجتمع المتحضر وظيفة رئيسة مستقلة، فالمجتمع بحاجة دائمة إلى نقل الرسائل الإعلامية، و معرفتها لكي يكيف نفسه مع الظروف المحيطة به، و لضمان الوصول إلى حلول للمشكلات التي يتعرض لها و إشباع الاحتياجات التي يواجهها، فالصحفي يعمل كوكيل أو نقل للجمهور لاختيار المعلومات التي تهم هذا الجمهور و ينقلها إليه، و كلما اتسع نطاق الأحداث تعذر على الصحفي المحلي أن يعطيها، و هكذا كانت ضرورة الالتجاء إلى وكيل آخر يعمل في محيط أكثر اتساعا، و من هنا جاءت نشأة وكالة الأنباء.

• المكاتب و السلاسل و الاتحادات: و قد مرت وكالات الأنباء بعدة مراحل حتى أصبحت في صورتها الحديثة المعروفة، ففي الماضي كان يمكن أن يقوم شخص واحد أو اثنان بادرة صحيفة و كتابة مقالاتها و جمع أخبارها، و تزويدها بالإعلانات القصيرة، أما الآن و بعد أن امتدت أسلاك الاتصال عبر العالم بالطريقة التي سبق ذكرها و بدأت الصحف تتخذ لها مراسلين في أماكن متعددة يسرقون لها الأخبار، و عندما تبين أنه لا معنى لصرف نفقات باهظة على هؤلاء المراسلين الذي كانوا يحاكون بعضهم بعضا، أصبح من الواضح أن توفير الجهد و المال مرتبط بتنمية الكفاية الإنتاجية عن طريق الاتحادات التجارية أو الجمعيات التعاونية التي تكرس أعمالها في جمع الأخبار و المعلومات. و نقلها إلى الصحف وكالة عنها. و قد اتخذت هذه الفكرة أشكالا متعددة. كان أحدها السلسلة التي تربط بين الصحف بالشراء أو الضم، و لعل أشهر تلك السلاسل سلسلة الصحف " سكريبس " التي بدأت في أواخر القرن التاسع عشر في أمريكا، و تم بالفعل توفير مبالغ ضخمة، و قد كان من الممكن لمكتب واحد متخصص في جمع الأخبار أن يزود جميع السلسلة بالأنباء و لا شك أن هذه المكاتب الإخبارية كانت تستطيع إلى جانب جمع الأخبار أن تعرض أجورا عالية على كبار الكتاب فتستكتبهم مقالات للشرح أو للتفسير أو حتى الترفيه. و في البداية بدت مزايا السلاسل فائقة. و توقع البعض قيام سلاسل من مئات الصحف، بينما عارض البعض هذا الاتجاه، و لكنهم أدركوا انه لا سبيل إلى تجنبه، و في الوقت نفسه كانت تظهر عمليات صحفية تقوم على أساس المشاركة في النفقات. و قد كانت اتحادات الصحف مشكلا آخر من أشكال التعاون و التجمع، و مثال ذلك أنه في سنة 1848 قامت ست صحف أمريكية في مدينة نيويورك بإنشاء الاتحاد الصحفي المعروف " الأسوشيتد برس " كوسيلة للاشتراك في تحمل نفقات الأنباء التلغرافية، وظلت كل صحيفة منها مستقلة، و لكنها كانت تحصل على الخامات المنظمة التي شكلها هذا الاتحاد ثم نأت اتحادات مماثلة في مدن أخرى، و في عام 1893انظمت عدة اتحادات و كونت " الأسوشيتد برس " الحديثة و هي اليوم تمد آلاف الصحف بالأخبار في جميع أنحاء العالم. و قد ترتب على قيام المكاتب و الاتحادات و الوكالات ارتفاع كبير في نسبة التشابه و النمطية، فالصور و الأخبار تظهر بنفس الشكل بالضبط في عدد لا يحصى من الصحف، و غالبا ما نجد هذا موضوعا للنقد ضد الوكالات. غير أنه منا ناحية أخرى نجد هذه الهيئات و الاتحادات هي التي منحت الصحف المستقلة فرصة الحياة والبقاء، فلولاها لما أمكن للصحف أن تواصل نشاطاها الإخباري. كما نظم الاتحادات لا تقتصر على العمل الإخباري وحده، فهناك مكاتب تزود الصحف بالموضوعات على أساس النفقات الموزعة، و من هذه المكاتب تستطيع الصحف أن تشتري المقالات و التحليلات و التعليقات و الروايات المسلسلة و الأعمدة و النكات و الفكاهات و المقالات الافتتاحية. و تسعى الاتحادات الصحفية و المكاتب على تنوعها و تخصصها إلى الوقوف في وجه الدافع الأصلي القائم وراء السلسلة الصحفية، فهي تقدم نفس المزايا الاقتصادية دون مسامن بالاستقلال المحلي. و في الأخير يبدو واضحا دور الاتحادات و المكاتب الصحفية على طبيعة الصحيفة العادية، بحيث أصبح في إمكان كل صحيفة محلية أن ملأ صفحاتها يفيض من المادة الصحفية الموحدة التي يتم إنتاجها على نطاق واسع و لكن الصحيفة تستطيع أن تستغل إمكانياتها المحلية إلى جانب خدمات الاتحادات و المكاتب. و لقد يتبني أملها الطويل المدى على حسن استغلالها لهذا الوضع و استغلال الفرصة السائحة أملها لتنمية شخصيتها الفردية و مع ذلك تبقى المواد المودة هي العمود الفقري الاقتصادي.

• الإنتاج و التوزيع و الإعلان: ينبغي الإشارة هنا إلى وظائف الإنتاج و التوزيع و الإعلان باعتبار أن كل وظيفة منها متميزة عن الأخرى، فالمكاتب الصحفية هي منظمات للتوزيع، لذا يجب أن نفرق بين وحدات التوزيع ووحدات الإنتاج ووحدات التوزيع. فقد يكون منتج الموضوع الذي توزعه المكاتب ناشر كتب أو ناشر مجلة أو شركة معينة و هناك عدد كبير من هذه الأجهزة العاملة على إنتاج مواد للتوزيع عن طريق المكاتب الصحفية.و هكذا نجد أن عالم الإعلام الطباعي يعمل على ثلاث مستويات هي الإنتاج و التوزيع و الإعلان، و تتعامل الصحف مع وكالات الإعلان عن طريق تعيين ممثلين لها في المراكز الكبيرة حيث يقومون ببيع المساحات الإعلانية و التعامل مع وكالات الإعلان و الحصول منها على الإعلانات. و تستطيع وكالات الإعلان أن تزود مئات الصحف بما تحتاجه في إعلانات.

و من ثم نرى أن المكاتب الإخبارية و السلاسل و اتحادات الصحف و مكاتب الخدمات الصحفية و يرها كانت تقوم بمهمة وكالات الأنباء الحديثة، و لذلك نلاحظ أن أهم هذه الأهداف التي أنشأت هذه المنظمات لتحقيقها هي نفس الأهداف التي تسمى وكالات الأنباء للوصول لأيهاـ و لعل أهم هذه الأهداف تحقيق الموازنة بين دخل الصحيفة و مصروفاتها عن طريق اشتراك دور الصحف ووسائل الإعلام في تحمل نفقات الحصول على الأخبار بما تدفعه من اشتراكات لوكالات الأنباء أو ما يقوم مقامها من اتحادات و مكاتب خدمات و غيرها.
ومن هذه الأهداف كذلك و الاستفادة من الإمكانيات الفنية و التكنولوجية، بل و إمكانيات الأفراد، إذ تستخدم وكالات الأنباء أعدادا كبيرة جدا من العاملين سواء من الصحفيين أو المراسلين أو المترجمين أو المحررين أو الفنيين أو الإداريين و هي إمكانيات يمكن أن تتوفر لدى وكالة الأنباء أو السلسلة الصحفية أو الاتحاد في حين لا يمكن بأي حال توافر ما لدى صحيفة بمفردها مهما بلغ مقدار تقدمها، هذا فضلا عن تحقيق عوامل السبق و السرعة و الحالية و هي جميعا ذات أهمية بالغة الصحافة و الإعلام بوجه عام. ومهما كان الأمر فإن أهمية وكالات الأنباء و الدور الذي تلعبه فيما يتعلق بإنتاج الأخبار تبادلها لا ينكره أحد. حتى ليمكن القول بأن الوسائل الإعلامية الحديثة لا يمكن أن تعيش بدون وكالات الأنباء، و إذا كان لوسيلة من هذه الوسائل مراسلون في بعض المدن فإن شبكة أنبائها الخاصة لا يمكن أن تكفي لتغطية الأخبار المتعددة التي تتدفق دون توقف دقيقة وراء دقيقة طوال الليل و النهار. و هكذا يمكن القول بأن وسائل الإعلام الحديثة لا تستطيع أن تقوم يعملها، و لا يمكنها أن تنهض بأعبائها الاقتصادية اعتمادا على إمكانياتها الخاصة، بل لابد لها من الاعتماد وكالات الأنباء اعتمادا أساسيا.

• الأساس الاقتصادي لوكالات الأنباء: كما هو الأمر بالنسبة لكافة الصناعات الصحفية الأخرى تحتاج وكالات الأبناء لسند اقتصادي في عملها و هو ما يسمى بالسلسلة أو المجموعة. و معنى ذلك أن وكالات الأنباء تحاول أن توازي بين المصروفات التي تتكفلها و بين مبيعات خدماتها.
حيث نجد سعر التكلفة بالنسبة للخبر الواحد يعتبر مرتفعا و لكن إعادة نقل مثل هذا الخبر إلى العملاء قد يساعد على توفير جزء من نفقاته و لا يتطلب ذلك أن يتحمل كل مستهلك مبلغا مرتفعا، بل يكفي لتحقيق ذلك أن يكون عدد المستهلكين كبيرا بقدر الإمكان و لذلك فإن أكثر الأساليب التي تطبقها وكالات الأنباء شيوعا هو أسلوب الجمعية التعاونية أو الشركة التي توزع على أعضائها تكاليف الخدمات التي تؤديها لهم جميعا بدون تعبير. و بعض الوكالات الكبرى تعمل بالفعل وفقا لهذا النظام و يتضح ذلك أن كل صحيفة أو إذاعة أو أية وسيلة من وسائل الإعلام التي ترغب في الحصول على خدمات وكالة من وكالات الأنباء سواء كانت وكالة عالمية أو محلية أو متخصصة، تسدد اشتراكا معينا إما على أساس النسخة الواحدة سنويا أو على أساس مبلغ معين يدفع شهريا، مع ملاحظة أن دور الصحف و الإذاعات تشترك في أكثر من وكالة من وكالات الأنباء، وذلك حرصا على تنوع الخدمات و مراجعة أخبار كل وكالة على الأخرى.
و أخيرا فإن سوق الإعلام بعيدة عن أن تخضع فقط لإلحاح حاجات العملاء من جهة و تحقيق الإيرادات من جهة أخرى. فالواقع أن هذه السوق لها صدى اجتماعي كبير، حتى أن السلطات الشعبية في الوقت الحالي تقبل عادة أن تعطيها حرية مطلقة في التصرف.
إن هيبة الدول و منافسة بعضها لبعض و الأنظمة التي تحكمها و سيطرتها المباشرة أو غير مباشرة على الشعوب. كل هذه العوامل تشابك مع نشر مع نشر الأنباء و عملها و آثار تداولها، حتى أنه من الممكن التعرض لموضوع وكالات الأنباء و عملها دون الرجوع إلى مشاكل السياسة لعامة و المسائل الدبلوماسية و كما أن تجارة الأنباء غالبا ما تحقق عجزا بشكل أو بآخر حتى ليصعب تصديق الميزانيات المعلنة لوكالات الأنباء الحديثة فإن التدخل العام في شؤون الإعلام لا مفر منه سواء قبلنا أو لم نقبله.

المبحث الثالث : الدور السياسي و الاقتصادي لوكالات الأنباء تتعامل وكالات الأنباء مع الصحف و الإذاعات و الهيئات في تجارة المعلومات، و هي تجارة لها خصائصها المختلفة تماما عن التجارة العادية للسلع و المنتجات و هي سوق فريدة تؤثر في عقول الناس و نفوسهم. و من هنا تتصل عملية الإعلام بالتغيير الذي يصل إلى حد الثورة فلا غرابة أن تهتم الحكومات اهتماما كبيرا بالأخبار و أجهزتها و أهمها وكالات الأنباء. و لكن الأخبار عن السلع القابلة للغش كأي سلعة أخرى، بل هي أكثر قابلية للغش، إذ يمكن عرضها بكثير من التلوين و التمويه و إساءة القصد و المبالغة بالحذف أو الإضافة، و لذلك كانت أهم معايير العمل الصحفي الناجح في سوق الأخبار هي الدقة و الموضوعية و الحياد، و إن كان هذا الأمر عسيرا جدا نظرا لتداخل عمل الوكالات مع شتى الميادين السياسة و الاقتصادية. و قد بلغت وكالات الأنباء دورا وثيقا الصلة بإستراتيجية الدولة بصفة عامة، كي يرتبط نشاطها اليومي بتكتيكاتها و مناوراتها و دعاياتها. و إذا كان معدن الرجال يعرف في المحن فإذا حقيقة الوكالات تعرف في وقت الأزمات، و كانت الحرب العالمية الأولى أزمة دولية كشفت النقاب عن أعمال وكالات الأنباء و سياستها و اتجاهاتها و مواقفها ، فبعد سنة من نشوب الحرب، اتضح أن الوكالات تعمل صراحة لخدمة المصالح القومية. و عندما استقر الرأي في بريطانيا على ضرورة أن تلعب رويترز دورا وطنيا صريحا إلى جانب قضية الحلفاء عهد إلى رودريك جونس تنفيذ هذه السياسة بادية من عام 1915 و لم يكن الأمر خفيا على أحد و خاصة بعد أن عين رودريك جونس نفسه مدير للدعاية في وزارة الاستعلامات البريطانية و قامت الحكومة بتمويل مشروع الوكالة علينا و إعانتها بمبلغ 120000 جنية سنويا. وعبثا حاولت رويترز إقناع العالم بأنها وكالة محايدة، و لا علاقة لها للحكومة و لكن تحليل البرقيات كان ينطق بخلاف ذلك تماما و أصدرت ألمانيا نشرة سنة 1915 بعنوان " الفناطوكاليتي رويترز و هافاس " كما صورت الصحافية كلادر داش الألمانية و كانت رويترز في عدد خاص سمته " أكاذيب رويترز " و فيه تظهر الوكالة بشكل إنسان عجيب يسير على امتلاك لسانه شفوية تخرج منه نباتات و تماسيح و كائنات غريبة و تحلت الصورة كتب الكذب هو قانون العالم ، و هكذا تعلمنا شبكة رويترز الإخبارية . و عندما قاربت الحرب من نهايتها في أواخر الخريف، نشرت صحيفة برلينر تاجيبلات صيحة مريرة : " أقوى من الأسطول و الجيش و أخطر تلك الوكالة – وكالة رويترز".
بينما لا يختلف الدور الاقتصادي كثيرا عن الدور السياسي و تتضح من خلال أهمية و خطورة الأخبار الاقتصادية التي تعد مهام، و من خلال الخدمات الإعلانية التي تتيحها كذلك

المبحث الرابع: وكالات الأنباء المتعددة الجنسياتو هي وكالات يشترك في المساهمة فيها و في ملكيتها و الانتماء إليها عدد من وكالات الأنباء ذات الجنسيات المختلفة و من أهمها:
1. الكارتل: هو نظام قديم يدرج ضمن وكالات الأنباء المتعددة الجنسيات، فقد قام هذا الكارتل عام 1876 بين ثلاث وكالات أنباء و هي هافاس الفرنسية، وولف الألمانية، رويترز البريطانية، و سرعان ما انضمت إليها وكالة الأسوشيتد بريس الأمريكية، و قد اتفقت الوكالات المذكورة على تنسيق أعمالها لتجنب المنافسة. و قد تم تقسيم العالم إلى مناطق نفوذ بين وكالات الأنباء الأربعة، وفقا لمتطلبات النفوذ السائدة وقتذاك سياسيا و اقتصاديا، يكون لكل وكالة الحق الكامل في جمع و توزيع الأخبار فيها (1) .
2. إتحاد وكالات الأنباء الأوروبية : أنشئ عام 1924 في برن بسويسرا و توقف في سنوات الحرب العالمية الثانية، و استعاد نشاطه مرة أخرى عام 1957 في ستراسبورغ بفرنسا، حيث تحول إلى " الرابطة الأوروبية لوكالات الأنباء " و تضم 17 وكالة أنباء في دول : ألمانيا، النمسا، الدانمارك، بلجيكا، إسبانيا، فنلندا، فرنسا، إيطاليا، النرويج، هولندا، السويد، سويسرا، اليونان، تركيا، البرتغال، يوغسلافيا، بلغاريا.
و تعتبر وكالات الأنباء أعضاء هذه الرابطة، مستقلة عن الحكومات و السلطات الرسمية في دولها، و تعمل الرباطة على قيام الأعضاء بتبادل الأخبار و الخبرات في المجالات الصحفية، و التكنولوجية، و الإدارية .
3. إتحاد وكالات الأنباء العربية (
F.A.N.A): استلهاما لروح ميثاق جامعة الدول العربية ، و تحقيقا للقاء العربي في كافة المجالات ، و رغبة صادقة في قيام علاقات وثيقة منتظمة بين سائر وكالات الأنباء العربية و تيسيرا لعملها و تقوية له، فقد قرر ممثلو وكالات الأنباء العربية، الذين اجتمعوا على هيئة جمعية تأسيسية في القاهرة من 24 إلى 28 أكتوبر 1964 أن " ينشأ في نطاق جامعة الدول العربية، إتحاد يضم وكالات الأنباء الوطنية في البلاد العربية، يسمى إتحاد وكالات الأنباء العربية، و تكون له الشخصية القانونية " (2) و من بين أهداف الإتحاد:
- تعميق روح التضامن العربي، و مراعاة الموضوعية لاكتساب ثقة المواطن العربي، و الرأي العام العالمي.
- انتهاج خط إعلامي يخدم القضايا العربية و الإسلامية، و قضايا التحرر في العالم.
- الحث على عقد الاتفاقات الثنائية بين الوكالات.
- تقديم كافة التسهيلات الفنية و المادية و الخبرات المتطورة للوكالات الناشئة خصوصا لوكالة الأنباء الفلسطينية.
- دعوة السلطات المختصة في كل دولة عربية لاتخاذ ما يلزم من خطوات لتسهيل مهمة مراسلي وكالات الأنباء العربية فيها، و العمل على تخفيض أسعار البرقيات الصحفية.
و ينص النظام الأساسي على أن الجمعية العامة، و الأمانة العامة، هما الجهازان الرئيسيان للإتحاد (1) هذا و عقدت الجمعية العامة للإتحاد مؤتمرها الثالث في الفترة من 6 إلى 8 نوفمبر 1974 في بيروت، حيث تم انتخاب هيئة الأمانة العامة، و الأمين العام للاتحاد و قرر أن يبدأ العمل الفعلي للاتحاد في بداية عام 1975 في مقره ببيروت.
و يعمل الإتحاد عل فتح مكاتب عربية مشتركة في أوربا، تشرف عليها إحدى الوكالات العربية، و تشارك فيها الوكالات الأخرى، و تم بالفعل فتح مكتب في بون الألمانية تحت إشراف وكالة تونس إفريقيا للأنباء و مكتب آخر في فيينا و تشرف عليه وكالة الأنباء العراقية و مكتب ثالث في مدريد تشرف عليه وكالة المغرب العربي للأنباء.
و لضمان التدفق الإعلامي الحربين الدول العربية، و تعريف الدول العربية للعالم، و تعريف أبناء الأمة العربية بدولها أوصت هيئة الأمانة العامة بإعداد دراسة لتحديد يوم معين تنشر فيه جميع الوكالات العربية أخبار بلد عربي معين من مختلف النواحي باللغات العربية و الإنجليزية، و الفرنسية، و حسب التسلسل الأبجدي المعتمد في جامعة الدول العربية (2) .
هذا و يضمن لإتحاد كل وكالات الأنباء الرسمية في الدول العربية العضوة في جامعة الدول العربية .
4. وكالة أنباء الخليج: تأسست هذه الوكالة بموجب الاتفاقية المعقودة بين دول الخليج العربي بتاريخ 9 جمادى الثانية 1396 هـ الموافق لـ 07 جوان 1976م، و هي مؤسسة عامة تتمتع بالشخصية القانونية و مركزها الرئيسي مدينة المنامة عاصمة البحرين.
و تضم الوكالة الدول التي صدقت على اتفاقية إنشائها و هي حكومات كل من العراق، الإمارات العربية المتحدة، البحرين، السعودية، العراق، سلطنة عمان، قطر، الكويت (3).
هذا و قد اكتفت البحرين بوجود هذه الوكالة في عاصمتها، و لم تنشئ وكالة محلية خاصة بها. و لم تبدأ الوكالة البث الفعلي إلا يوم 18 مارس 1978. و من بين أهداف الوكالة ما يلي:
- تعريف الرأي العام العالمي بأحداث منطقة الخليج العربي و قضاياها و انجازاتها و تطلعاتها.
- إبراز الوجه الحضاري لطموح الإنسان الخليجي و إنجازاته في كافة المجالات.
- تغطية أهم الأحداث العالمية ذات العلاقة بدول المنطقة.
- إتباع سياسة إخبارية تدعم الشعور باستقلال دول المنطقة، و تنسيق مواقفها تجاه القضايا المشتركة.
- المساهمة في إيصال صوت المنطقة إلى العالم أجمع.
و يتألف الهيكل التنظيمي للوكالة من: مجلس الإدارة، المدير العام، المدير العام المساعد، قطاع التحرير، إدارة شؤون الهندسية، إدارة شؤون المالية و الإدارية، قسم العلاقات العامة (4).
كما تتعاون وكالات الأنباء في الدول الأعضاء مع وكالة أنباء الخليج بتزويدها بالأخبار، هذا و تقوم الوكالة بتضمين نشرتها الإخبارية بأخبار كافة أقطار الدول الأعضاء في الوكالة بمعدل خمسة أخبار لكل منها (1).
5. وكالة الأنباء الإسلامية الدولية (
I.I.N.A) : برزت الفكرة الأولى لإنشاء وكالة أنباء إسلامية دولية في الخمسينات من القرن20م و ذلك ليكون للعالم الإسلامي وحداته الإخبارية الخاصة به،و لنقل أحداث العالم الإسلامي للرأي العام الإسلامي، و بعد عقد المؤتمر الإسلامي في كراتشي الباكيستانية عام 1950 حصلت الفكرة على تأييد قوي ، و اتخذ قرار لبدء المشروع الخاص بها (2). و بناء على دعوة الحكومة الإيرانية، اجتمعت لجنة تضم ممثلين لوكالات الأنباء ووزارات خارجية 15 دولة إسلامية منها الجزائر و مصر و تركيا و إيران و ماليزيا.... و قد وضعت اللجنة الميثاق لوكالة الأنباء الإسلامية الدولية على أن تكون مدينة طهران مركزا رئيسيا للوكالة. و من أهداف الوكالة هي :
- نشر التراث الثقافي الإسلامي الضخم و الحفاظ عليه.
- توثيق العلاقات بين الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي.
- تنمية الصلات المهنية و التعاون الفني بين وكالات الأنباء للدول الأعضاء.
- العمل في سبيل توحيد أهداف العالم الإسلامي.
- العمل على خلق وعي أكبر بين الشعوب الإسلامية، لما تواجهه من مشاكل سياسية و اقتصادية و اجتماعية.
- تسهيل تبادل المعلومات ذات أهمية بالنسبة للعالم الإسلامي.
- تسهيل عملية تبادل المراسلين و الصحفيين.
هذا و تتكون وكالة الأنباء الإسلامية الدولية جهازين هما:
1. الجمعية العمومية : و تتألف من ممثلي وكالات الأنباء الوطنية.
2. المجلس التنفيذي : يعمل على متابعة و مراقبة نشاط الوكالة الإعلامي، و تسيير أمورها الفنية و المالية و الإدارية .
و من موضوعات الوكالة :
- البحوث التاريخية ذات الصلة بالتاريخ الإسلامي.
- تغطية المؤتمرات الإسلامية.
- إستعراض ما ينشر من مؤلفات حول الإسلام و المسلمين.
- النواحي الاجتماعية و الثقافية و السياسية و الاقتصادية في الدول الأعضاء.
كما تقدم الوكالة خدمات متنوعة منها، نشرة الأخبار اليومية باللغات العربية، الإنجليزية و الفرنسية و نشرة الأخبار الأسبوعية . و التحقيقات الصحفية حول الدول الأعضاء.
أما فيما يتعلق بعدد الدول الأعضاء في وكالة الأنباء الإسلامية فيبلغ 41 دولة هي: أفغانستان، الجزائر، البحرين، بنغلاديش، الكاميرون، تشاد، مصر، الغابون، غامبيا، غينيا، غينيا الإستوائية، إندونيسيا، إيران، الأردن ، الكويت، لبنان، ليبيا، ماليزيا، مالي، موريتانيا، المغرب، عمان، باكستان، قطر، السعودية، السنغال، سيراليون، الصومال، السودان، سوريا، تونس ، تركيا، أوغندا، الإمارات، بوركينافاسو، اليمن، العراق، فلسطين، جزر المالديف، جزر القمر(1)
6. وكالة الأنباء الأفريقية: تعتبر الوكالة نموذجا لوكالة الأنباء متعددة الجنسيات التي أقيمت على المستوى القاري، حيث تضم في عضويتها كافة وكالات الأنباء الوطنية في الدول الأفريقية. و قد جاءت فكرة إنشاء الوكالة عام 1963 في المؤتمر التأسيسي لمنظمة الوحدة الإفريقية، و ظلت فكرة إنشاء الوكالة تنتقل من لجنة إلى أخرى، و من سنة إلى أخرى، إلا أن أقر المؤتمر الثاني لوزراء الإعلام الأفارقة الذي عقد في أديس بابا في المفترة من 4 إلى 9 أفريل 1979 معاهدة إنشاء الوكالة الإفريقية للأنباء و من أهداف الوكالة ما يلي:
- العمل على تحقيق أهداف و غايات منظمة الوحدة الأفريقية لتعزيز الاستقلال و الوحدة و التضامن الأفريقي.
- التعريف بنضال الشعوب الواقعة تحت الاحتلال.
- العمل على تشجيع تبادل الأخبار في كافة المجالات بين الدول الأعضاء.
- العمل على تشجيع الاندماج الأفريقي.
- العمل على تصحيح الصورة المشوهة لأفريقيا.
- إنشاء بنك المعلومات حول أفريقيا.
- المساهمة في تطوير وكالات الأنباء الوطنية القائمة، و مساعدة الوكالات الناشئة.
- التعاون مع مؤسسات الإعلام الأفريقية من إذاعة و تليفزيون.
هذا و قد تقرر إنشاء خمسة مجمعات إقليمية في القارة الأفريقية و هي:
- المجمع الإقليمي لشرق أفريقيا: و مركزه الخرطوم بالسودان و تضم : جزر القمر، جيبوتي، أثيوبيا، كينيا، مدغشقر، مريشيوس، سبشل، الصومال، السودان، تنزانيا، أوغندا.
- المجمع الإقليمي لغرب أفريقيا: و مركزه في لاجوس بنيجيريا و يضم: بنين، الرأس الأخضر، ساحل العاج، غامبيا، غانا، غينيا، غينيا بيساو، بوركينافاسو، ليبيريا، مالي، موريتانيا، النيجر، نيجيريا، السنغال، سيراليون، توغو.
- المجمع الإقليمي بوسط أفريقيا: و مركزه الرئيسي في كينشاسا بالكونغو الديمقراطية و يضم: أنغولا، بورندي، الكاميرون، تشاد، الكونغو، غينيا الإستوائية، الغابون، جمهورية أفريقيا الوسطى، رواندا، ساوتومي و برنسيب، الكونغو الديمقراطية.
- المجمع الإقليمي لشمال أفريقيا: و مركزه في طرابلس بليبيا و يضم: الجزائر، مصر، ليبيا، تونس، المغرب.
- المجمع الإقليمي لجنوب أفريقيا: و مركزه في لوزاكا بزامبيا و يضم : بتسوانا، ليسوتو، مالاوي، موزمبيق، سوازيلاند، زامبيا، زيمبابوي.
هذا إضافة إلى مكاتب فرعية في كل من تونس، هراري، أديس بابا، نيروبي، و مكاتب خارجية مثل لندن، نيويورك، باريس، موسكو....
و كان يوم 25 ماي 1983 هو اليوم الأول لتشغيل وكالة الأنباء الأفريقية.
7. وكالة الأنباء الآسيوية(
ANS ) (1) : أنشئت بهدف تحقيق التبادل الإخباري بين 17 وكالة أنباء آسيوية، في محاولة من هذه الدول لكسر احتكار وكالات الأنباء الإقليمية و العالمية، و قد تأسست رسميا في أوائل عام 1970 بين مجموعة من الصحفيين، و مارست هذه الوكالة عملها بالفعل في مارس 1973.هذا و لم تحقق الوكالة تقدما في نشر اخبار آسيا بسبب قلة الموارد المالية، و اقتصر عملها على عقد المؤتمرات و الندوات.
8. منظمة وكالات أنباء آسيا و الباسفيك (
OANA) (2) : تأسست هذه المنظمة متعددة الجنسيات في عام 1961 للعمل على تعزيز التعاون و تأمين التبادل الحر للأخبار بين وكالات أنباء المنطقة و كان عدد أعضائها ثماني وكالات أنباء تمثل: اليابان، الهند، سيريلانكا، الفلبين، أندونيسيا، ماليزيا، باكستان تايلاند، و تتخذ سيريلانكا مقرا لها.
و تتكون المنظمة من الجمعية العمومية و المجلس التنفيذي ، هذا و تضم الوكالة حاليا (عام2002) في عضويتها 37 وكالة أنباء موجودة في 30 دولة هي: أفغانستان ، أستراليا، بنغلاديش وممثلة بوكالتين ، كامبوديا، الصين، كوريا الشمالية، الإمارات العربية المتحدة، الهند ممثلة بثلاث وكالات ، أندونيسيا، إيران، اليابان ممثلة بوكالتين، كازاخستان ممثلة بوكالتين، الكويت، كيرغيزستان، لاوس، ماليزيا، منغوليا، نيبال، عمان، باكستان ممثلة بوكالتين، الفلبين ، قطر، كوريا الجنوبية، روسيا و الممثلة بوكالتين، السعودية ، سيريلانكا، تايلاند، تركيا، فيتنام.
9. وكالة معلومات أمريكا اللاتينية : صدر قرار إنشاء الوكالة في عام 1970، و قد أصدرت الوكالة أول خدمة إخبارية دولية لها في جويلية 1971، و هي تجمع بين أخبار أمريكا اللاتينية، و أخبار الدول الأجنبية، و تتكون الوكالة من صحف مستقلة في كل من البرازيل، تشيلي، كولومبيا، الإكوادور، بوليفيا، المكسيك، كوستاريكا ، بيرو ، فنزويلا.
10. وكالة الأنباء الكاريبية (
CANA ) : تعتبر هذه الوكالة نتاج التكامل في منطقة الكاريبي و قد بدأ العمل في الوكالة في جانفي 1976 و هي وكالة أنباء مستقلة تعاونية و يشترك في ملكيتها أربع صحف و ثمانية محطات إذاعية و تليفزيونية في المنطقة و مركزها باربادوس.
و مهمة الوكالة هي تعزيز التعاون و التكامل و التفاهم بين شعوب الكاريبي من ناحية، و شعوب العالم من ناحية ثانية.
و توجد مكاتب الوكالة الإقليمية في: الدومينكا، غرينادا، غوايانا، جاميكا، سانت لوسيا، ترينيداد و نوباغو.
11. مجمع وكالات أنباء دول عدم الانحياز: تأسست في جانفي 1975 و تضمن وكالات أنباء الدول التالية: المكسيك، إندونيسيا، ماليزيا، قطر، العراق، كينيا،، كوبا، إثيوبيا، مصر، زامبيا، السودان، يوغسلافيا( سابقا) ، ليبيا، الجزائر، المغرب، غانا، تانزانيا، بنغلاديش، نيبال، الفيتنام، سيريلانكا، و تتكون من لجنة التنسيق و المجلس الحكومي. و من أهداف المجمع هو تحقيق التعاون و التبادل الإخباري بين دول الحركة و تحقيق نظام إعلامي جديد لمواجهة وكالات الأنباء الغربية و تحسين و توسيع التبادل الإعلامي المشترك. و الجدير بالذكر أن مجمع وكالات أنباء دول عدم الانحياز ليس مؤسسة قائمة بذاتها، فليس له مقر رسمي، و ليس له ميزانية مستقلة و إنما يقوم ببث الأخبار المذاعة من وكالات الأنباء الأعضاء في أوقات محددة.
12. رابطة وكالات أنباء البحر الأبيض المتوسط: تأسست في 27 جويلية 1994 و مقرها في روما بإيطاليا ، و تضم في عضويتها 17 دولة من دول البحر الأبيض المتوسط.
و تتكون الرابطة من الجمعية العمومية، الرئيس، نائبي الرئيس ، السكرتير العام، لجنة المتابعة.
و الدول الأعضاء في الرابطة هي : فرنسا موريتانيا، إيطاليا، الجزائر، إسبانيا، ليبيا، المغرب، مصر، لبنان، سوريا، تونس، فلسطين، تركيا، اليونان، ألبانيا، قبرص، البرتغال. و من أهداف لرابطة هي تبادل الأخبار بين الوكالات الوطنية للدول الأعضاء و التنسيق فيما بين هذه الأعضاء




التعليقات



إتصل بنا

CopyRights

النجباء

2019